“المناضل” “العظيم” يحارب فرع تنظيم في تونس

عبد اللّطيف درباله

يا للعار.. ماذا سيقول “الزعيم” بشّار الأسد و”البطل” خليفة حفتر عن القيادي بحركة الشعب هيكل المكي.. الذي جَبُنَ وتأخّر عن “النّضال” بمحاربة فرع تنظيم الإخوان بتونس.. وعقد معه عوضا عن ذلك تحالفا للحكم..؟؟!!

هيكل المكّي.. القيادي بحزب حركة الشعب المشارك في الحكومة.. والنائب بمجلس نواب الشعب.. يعتبر أنّ جيش خليفة حفتر وجيش بشّار الأسد.. هي جيوش وطنيّة.. وقد وجّه لها التحيّة.. من خلال كلمته في مجلس النواب.. “باعتبارها تحارب الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي المسلّحة”.. المدعومة حسب قوله تركيّا وصهيونيّا وخليجيّا..!!
وقد اشتكى هيكل المكّي.. بمكتوب رسميّ.. وجّهه إلى راشد الغنّوشي “رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركة النهضة”.. من أنّ صفحات حزبه الإلكترونيّة قامت بسبّه وشتمه وتهديده بشكل منتظم وممنهج.. وقد حمّله المسؤوليّة شخصيّا عن هذه الهجمة المغرضة.. وحمّله المسؤوليّة عن سلامته الشخصيّة.. ليس فقط لكونه.. أي راشد الغنّوشي.. رئيس الحزب الذي يعتقد هيكل المكّي بأنّ صفحاته الفايسبوكيّة تهاجمه.. أو لكونه رئيس مجلس النواب الذي ينتمي إليه المكّي باعتباره نائبا.. ولكن هيكل المكّي وجّه رسالته إلى الغنّوشي بصفته “زعيم تنظيم الإخوان في تونس وأحد قياداته على المستوى الدولي”.. كما جاء حرفيّا بمكتوبه المودع بالمجلس..!!!

أي نعم..!!
هيكل المكّي.. القيادي بحزب حركة الشعب.. يعتبر بأنّ شريكه وشريك حزبه في الحكم وفي الحكومة.. أي حركة النّهضة.. هو حزب يتبع لتنظيم الإخوان العالمي.. وأنّ رئيسه الذي هو رئيس البرلمان.. هو أحد قياداته العالميّة..!!
وغنيّ عنه القول بأنّ هيكل المكّي هذا يعتبر أنّ تنظيم الإخوان هو تنظيم إرهابي.. باعتبار أنّ جيش بشّار الأسد وجيش خليفة حفتر.. يصنّفان الاخوان كمنظّمة ارهابيّة.. ويعتبرانه كذلك.. ويزعمان أنّه يحاربهما.. وأنّهما يحاربانه أيضا..!!!
وهكذا فإنّ السياسي والقيادي في حزب حركة الشعب.. “المناضل” “العظيم” “الشجاع” هيكل المكّي.. كان عليه أن يحارب هو أيضا فرع تنظيم الإخوان الدولي في تونس.. أي النهضة بحسب تصنيفه.. فإذا به يتحالف معه في الحكم.. ويتقاسم هو وحزبه معه الوزارات بالحكومة.. بل ويجلس وزراء حزبه إلى جانب وزراء فرع “التنظيم الإرهابي” المفترض بتونس.. في المجالس الوزاريّة بقصر الحكومة بالقصبة.. ويبتسمون لبعضهم البعض ويتصافحون أحيانا..!!

يا للخجل..!!
يا للعار..!!
ماذا سيقول “الزّعيم” بشّار الأسد.. و”البطل” خليفة حفتر.. عن جُبْنِ وانتهازيّة هيكل المكّي.. الذي ربّما أعجزه الخوف.. أو أقعدته المصالح السياسيّة في اقتسام تورتة الحكومة.. عن محاربة تنظيم الإخوان الإرهابي في تونس بقيادة راشد الغنّوشي.. في حين أنّ إخوانه في الجيش السوري بقيادة بشّار.. وفي الجيش الليبي بقيادة حفتر.. يحاربون بقيّة فروع تنظيم الإخوان الدولي في سوريا وليبيا..؟؟؟!!!

لكنّ ما يدهشك أكثر.. ويضحكك تناقضا..
أنّ نفس هيكل المكّي هذا.. القيادي بحركة الشعب.. وهذا السياسي المفترض.. هو وعدد من قيادات حزبه.. تراهم يناصرون أيضا وفي نفس الوقت الجنرال عبد الفتّاح السيسي.. الذي افتكّ الحكم في مصر من رئيس منتخب ديمقراطيّا.. عبر إنقلاب عسكريّ دموي.. ويعتبرون السّيسي القادم للحكم على ظهر دبّابة مؤسّسا ديكتاتوريّة وحشيّة في مصر أشدّ شراسة حتّى من ديكتاتوريّة حسني مبارك.. يعتبرونه رجلا وطنيّا صادقا أنقذ مصر من الإرهاب ومن الإرهابيّين ومن الإسلام السياسي ومن تنظيم الإخوان.. !!
رغم أنّ الجميع يعرف بأنّ السيسي مدعوما “خليجيّا وصهيونيّا”..!!
تماما كما يعتبر بعض قيادات حركة الشعب أنّ جماعات الإرهاب والإسلام السياسي المسلّحة هي مدعومة أيضا “صهيونيّا وخليجيّا”..!!

فمن عجائب وبركات حركة الشعب أن تساند الشيء ونقيضه..!!
فتنادي بالديمقراطيّة وتدّعي الدفاع عنها في تونس..
وتساند في نفس الوقت الأنظمة المستبدّة وتدافع عن الديكتاتوريّين العسكريّين..!!
وهي تحارب الصهيونيّة ومن تدعمه الصهيونيّة حينا..!!
وتساند من تدعمه وتسلّحه الصهيونيّة حينا آخر..!!

وتلك حكمة عجيبة.. لا يعلمها إلاّ اللّه..
وبعض قيادات حزب حركة الشعب..!!!