عبد اللّطيف درباله
الفساد أمامه.. والشعب وراءه.. وليس بينه وبين الوعد إلاّ الفعل..!!!
حصل محمد عبو.. أمين عام حزب التيّار الديمقراطي.. أخيرا على صلاحيات واسعة جدّا.. بل شبه كاملة.. في الرقابة والمحاسبة والإصلاح الإداري..
فقد صادق مجلس الوزراء يوم أمس.. على تفويض رئيس الحكومة الياس الفخفاخ.. للكثير من صلاحيّاته إلى الوزير محمد عبو.. منها الإشراف على العديد من الهيئات والهياكل الوطنيّة.. في الرقابة والمحاسبة والإصلاح والتطوير والتكوين والاستشراف والتخطيط..!!

وقبلها.. حصل عبّو على لقب “وزير دولة”.. بما يعطيه علويّة برتوكولويّة وسياسيّة على بقيّة الوزراء..!!
وقبلها.. تمّ تعيين عبّو كوزير معتمد لدى رئيس الحكومة مباشرة.. وأّعْطِيَ مكتبا معه بمقرّ الحكم.. في قصر القصبة..!!
ومنذ أيّام أعطى الياس الفخفاخ لمحمّد عبّو تفويضا معنويّا ثمينا.. على المباشر.. في حواره التلفزي الأخير.. حين صرّح بأنّه فوّض عبّو للقيام بجميع مهامه دون حتّى استشارته أو الرجوع إليه..
وهو ما يعدّ التزاما معنويّا مهمّا سياسيّا من الفخفاخ..!!
اليوم إمتلك محمّد عبّو جميع السلطات والصلاحيّات والأدوات والوسائل.. لتحقيق ما وعد به.. من محاربة للفساد والتجاوزات.. في الوزارات والإدارات وهياكل الدولة والمؤسّسات العمومية التابعة لها..
وأصبح عبّو أمام واجبه.. بدون أيّ حجّة لتقصير.. أو تأخير.. أو إخلال..!!!
فقد امتلك عبّو كلّ الأسلحة الفاعلة لخوض حربه الكبرى التي طالما نادى ووعد وبشّر بها..
وأصبح الفساد أمامه.. والشعب وراءه..!!
في الأثناء لا يزال بعض مستشاري رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد.. يتمتّعون بنفس مناصبهم.. ونفوذهم.. مع رئيس الحكومة الحالي الياس الفخفاخ..
وبينهم أشخاصا كانوا هم أنفسهم الذين شهّر بهم محمّد عبّو وزوجته والقياديّة معه في حزبه التيّار الديمقراطي سامية عبّو.. وقالوا بأنّهم يمثلون أركان “عصابة مافيا الفساد” ليوسف الشاهد.. وأنّهم يقومون بأعمال غير قانونيّة.. منها التربّح بطرق غير مشروعة.. وابتزاز رجال الأعمال.. والتدخّل في القضاء.. وغيره الكثير..!!
هؤلاء.. مازال البعض منهم يتمتّع رسميّا بصفة المستشار لرئيس الحكومة.. ويملك مكتبا في أروقة قصر الحكومة بالقصبة.. غير بعيد عن مكتب محمّد عبّو نفسه..!!
ومنهم من هو مقرّب من رئيس الحكومة الياس الفخفاخ.. على المستوى الشخصي.. ويقدّم له المشورة.. ويساهم معه في الحكم وتوجيه السياسات.. ليكون بذلك مستشارا فعليّا وغير معلن للفخفاخ.. دون أن يكون مستشارا رسميّا.. ويُفترض بأنّ عبّو يعرف ويدرك تماما ذلك..!!
ومن الغريب أن يواصل محمّد عبّو السكوت عن مواصلة بعض من وصفهم هو وحزبه.. بأركان مافيا الشاهد.. التأثير في قرارات رئيس الحكومة الفخفاخ.. الذي يُفترض بأنّه يحارب الفساد حسب قوله وقول عبّو..!!!
فهل أنّ نفس الأشخاص والمستشارين الذين كانوا يقدّمون النصح والمشورة لرئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد في إدارة دولة الفساد غير العادلة.. كما كان يعتبرها عبّو..
يمكن أن يقدّموا هم أنفسهم النصح والمشورة لرئيس الحكومة الجديد الحالي إلياس الفخفاخ في إدارة الدولة القويّة والعادلة.. كما يحبّها ووعد بها عبّو..؟؟!!
.. “يتساءل مراقبون”..؟؟!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.