الخال عمار جماعي
تقريبا هناك شبه اجماع أنّ المحاورة الصحفيّة لريّس الحكومة البارحة كانت بائسة.. بؤسها من الإعداد الفقير الذي لم يطرح الأسئلة الحارقة (رؤية الحكومة، تعثّر الحوكمة، استراتيجية رفع الحظر،..) وزاد بؤسها بصحفيين مرتبكين ضعيفي الحضور ثقيلين ينتظران فراغهما من هذه المهمّة الثقيلة!
أترك الحديث عمّا يوسوس لي به شيطاني فيما وراء الاختيار وظروف المحاورة وكاريزما ريّس الحكومة.. لأطرح سؤالا يكره الصحفاجيون مواجهته: ما جدوى أن تتخرّج من معهد الصحافة لتكون كناجح الميساوي؟!
ليست الغاية أن أهاجم الرجل فقد وصلتني عنه من شبهات علاقته بـ”مشروع تونس 2040″ وغيرها ما يجعلني أعتبره مجرّد “حادث مرور صحفي”.. وإنّما مدار سؤالي هو حول “الشخصية الصحفية” التي تتخرّج من معهد مختصّ يقال أنّ القائمين عليه من أعتى الأساتذة!؟..
اصبح من البديهي القول أنّ العمل الصحفيّ لا علاقة له بالدّرس ككلّ مجال إبداعي.. يعني عندك ولاّ ما عندكش! فلن تكون شاعرا أو روائيا لمجرّد تخرّجك من كلية الآداب ولا ولا.. ونحن نشهد أنّ أغلب من تميّز وشدّ النّاس بذكائه الفطري هم مبدعون برتبة صحفي دوليا ووطنيا (أخشى أن أسمّي فتتهمونني بمحاباة أصدقائي.. وفي الحقيقة هناك أيضا من خصومي الألدّاء من هو متميّز فعلا! الحقّ حقّ !).. وقد قرأت لأهل ثقتي أنّ حوار البارحة يمكن أن يكون أفضل درس للفشل في إدارة الحوار لعجز ظاهر عن التفاعل وتوليد الأسئلة واحراج المستجوب!
هذا الأمر يرفع ذاك الاحتجاج السخيف علي دخول “المتطفلين” على الصحافة من غير خرّيجي “ليبسي” ( IPSI).. مع احترامنا طبعا لمن يسمون أنفسهم “أهل المهنة”! ولكن أعتقد أنّ سدنة المعبد الصحفي على خطأ عظيم وهم يضيّقون على غيرهم من أصحاب القلم والفكرة والحضور الإعلامي ولولا القنوات الخاصّة -على انفلات بعضها- لما لمع نجم كثيرين من غير “الإبسيين”! ولقد خضت تجربة صحفيّة فلم أرَ أتعس من صحفجيّة تدعي أنّها خرّيجة!
باختصار، شكرا لهاك الميساوي التعيس الذي كشف أنّ الصحفي “عنده ولاّ ما عنداش” وأنّ “الحجامة” لا تكون دائما في “روس اليتامى”.. بل في رأس الحكومة!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.