الإثنين 28 أبريل 2025
طارق العبيدي
طارق العبيدي

فرنسا المفلسة أخلاقيا… تتخلى عن ديون مستعمراتها الأفريقية !

طارق العبيدي

فرنسا وضعت برنامجا سياسيا في مواجهة تأثيرات أزمة جائحة كورونا المستجد على اقتصادها الذي قدرت بأنه سينكمش بنسبة 8 بالمائة وأن 900000 مؤسسة مهددة بالإفلاس وفي حاجة إلى مساعدة الدولة وأحدثت للغرض صندوق مساعدة للمؤسسات وبنت رؤيتها الإنقاذية على تحمل الديون.

رئيسها ايمانويل ماكرون صرح البارحة بأن فرنسا مستعدة للتخلي عن ديون الدول الافريقية !… فيا للعجب !
أنا أقرأ تلويحه بالتخلي عن ديون الدول الأفريقية من خلال سياسة التعامل الاستعماري مع الدول الافريقية… للأسف الشديد هذه حقيقة مخزية يجب أن نعترف بها: فرنسا تعتبر الدول الافريقية كما لو كانت شركات فرنسية عاملة في افريقيا !
لا أحد باستطاعته تحمل سماع كلمات الحقيقة لأنها مؤلمة جدا كما ألم النظر مباشرة بالعين المجردة إلى شمس الظهيرة !
انا لدي نظرة مغايرة تماما للخوف السائد في نفوس أغلب نخبنا المقاومة للاستعمار الفرنسي في أفريقيا كلها… انا ارى بان فرنسا أكثر من أي وقت مضى تتجه الى الهاوية ولا يمكنها إنقاذ نفسها فما بالك إنقاذ مستعمراتها… إنها فرصة افريقيا كلها للخروج من التبعية لفرنسا والإخوة الجزائريين والمغاربة والتوانسة الأبطال أحفاد عبد الحميد بن باديس وَعَبَد الكريم الخطابي وَعَبَد العزيز الثعالبي لن يشفعوا لفرنسا ما فعلته فيهم منذ 1830 إلى الآن.
ستذل فرنسا في هذا القرن الواحد والعشرين كما أذلتنا منذ القرن التاسع عشر !
منذ بضعة أيام فقط احد فلاسفتها يقول بأن أوروبا كلها ستكون بعد ازمة كورونا “العالم الثالث الجديد”.
ستجني فرنسا الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين الثمار السامة لما زرعته من مآسي في المغرب الإسلامي منذ القرن التاسع والعشرين.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

فرنسا وطوابيرها الخامسة

أحمد الغيلوفي  نكون على غاية من الجهل والسذاجة اذا لم نقل أن فرنسا هي اللاعب السياسي الأكبر في …

لماذا الفرنكفونية في تونس؟

أحمد الغيلوفي  لماذا نُقيمُ مؤتمرا للفرنكوفونية في تونس؟ في عالم يتكلم فيه 98% من سكانه لغات …

اترك تعليق