الثلاثاء 8 أبريل 2025
صالح التيزاوي
صالح التيزاوي

كورشيد: البلاد يلزمها راجل !!

صالح التيزاوي

بعيدا عن هذا المنطق المتخلّف، الذي لا نستغربه من ضحيّة الوحش، ولكنّنا نستغربه من نائب بمجلس نوّاب الشّعب، نصف نوّابه من النّساء، و مازال هذا النّائب “التّقدّمي” جدّا يعتقد أنْ الإصلاح حكر على الرّجال.. وقد يكون من المناسب “للرّاجل” الذي تحتاجه البلاد من أجل تحقيق معجزته في الحكم، أن يقوم على خدمته “راجل” يتكفّل بوضع القوانين التي تكمّم الأفواه… وهكذا ينصلح الحال!!

بعد مقترح القانون الفضيحة، كان من المفروض أن تحتجب، فزدت الأمر سوءا بالحديث عن الرجولة.. لأنّ الرجل، عندما يتاح له النّفوذ ويصبح نائبا بمجلس نوّاب الشّعب، لا يقترح القوانين لحبس المدوْنين كما كان يفعل بن علي، ولا يرهبهم بالغرامات الماليّة.. الرّجولة، هى أن يفتح أذنيه لآراء النّاس ويتّسع صدره لنقدهم.. وهذا مالم يفهمه بورقيبة، فكانت أحداث جانفي 78 ثمّ إحداث الخبز 84، وهذا أيضا مالم يفهمه زعيم عصابة الطرابلسيّة، فانتهى الأمر إلى ثورة شعبيّة أطاحت به. وهذا ما لم تفهمه أنت وأمثال… ثمّ إنّ النْاس إذا أحسّوا أنّ المسؤول يعمل لصالحهم فلماذا ينتقدوننه أصلا؟

يا راجل أعمل ربّ في بالك!! بين بورقيبة وبن على أكثر من نصف قرن قضّياه في حكم تونس.. “راجل” واحد وحزب واحد وبرأس واحد وبرلمان من لون واحد وإعلاميين من طينة واحدة، لا يجيدون سوى التّطبيل والتّزمير لصاحب “المعجزة الإقتصاديّة” وأتيح لهما من الإستقرار الإجتماعي والسّياسي، ما لم يتح لأحد من بعدهما، وانتهى الأمر إلى ثورة شعبيّة بسبب البطالة والتّهميش والفقر والتّفاوت الجهوي والمحسوبيّة وتردّي الخدمات في الصّحّة وفي النّقل وفي سائر القطاعات العموميّة.

فهل تريد ممّن لم يمض على حكمه أكثر من نصف عام، وممّن لم يمض على تكليفه أكثر من شهر أن يأتي بما لم يأت به الأوائل؟ البلاد يا حضرة النّائب تحتاج إلى مؤسسات قويّة، تلجم الفاسدين قبل أن تلجم المدوّنين وتضمن حقوق النّاس وحرّياتهم ولا تضع عليها القيود التي تؤدّي إلى مصادرتها.

ما يحيّر فعلا.. إنّ حضرة النّائب أمّن على كلام الخالة عيشوشة.. لقد راقه كلامها، ألا يعلم أنّها “في كل محضر تحضر”؟..: “هاك لخّصت وجبت المفيد” مع أنّها لا تفهم في السّياسة ولم تنتخب ولا تملك تلفازا.. “مفيدها” لا يبدو أنْه يختلف كثيرا عن “مفيدك” في تكميم الأفواه!! يبدو الأمر وكأنْه مسرحيْة رديئة، أعدّتها لوبيات المصالح والمركانطيّة المتنمّرون على الدّولة… أزعجهم أنّهم لم ينالوا “هبرتهم” المعتادة من الدْولة ومن النّاس بمناسبة هذا الوباء.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

صالح التيزاوي

هل هي ليلة بدء الحساب؟

صالح التيزاوي  لقد سبق للكيان منذ عام 48 أن واجه أنظمة عربية ولكن لم يسبق …

صالح التيزاوي

الأمّة الصّائمة و الصّامتة

صالح التيزاوي  يقول الأمريكان وبعض حلفائهم، إنّهم يبحثون إنشاء ميناء بحري في غزّة لإغاثة أهلها …

اترك تعليق