صالح التيزاوي
في تصريح عنصري منتزع من زمن الكلونياليات القديمة، دعا طبيبان فرنسيان، إلى تحويل الإنسان الإفريقي إلى فأر تجارب للقاح فيروس الكورونا، وقدّما ذرائع سخيفة، لا تعبّر سوى عن عقليّة عنصريّة، مازالت “حيّة تسعى”.
تصريح جابهه استهجان واسع من عديد الشّخصيّات العامّة في القارّة السّمراء، حيث اعتبره اللاعب الدولي صامويل إيتو “قطعة من القرف”، رافضا تحويل سكّان القارّة إلى فئران تجارب… لقد عرفت القارّة أوبئة عديدة: الملاريا، إبولا، الكوليرا، المجاعة التي فتكت بملايين البشر، تحت أنظار الكلونياليات القديمة والجديدة، وأخيرا وباء الكورونا، ولكنّ أخطرها على الإطلاق، كما جاء على لسان إحدى النّاشطات الإفريقيات، كان يوم وطئت أقدام الغزاة والمحتلّين أرض القارّة، فحلّت معهم جميع الأوبئة، السّابقة واللاحقة، وزادوا على ذلك انتهاكا لكرامة إنسانها، تجنيدا قسريّا في معارك المحتلّين، استعبادا وتنكيلا، وتلويثا لهوائها واستنزافا لثرواتها، ومازالوا يفعلون. الملايين في القارّة السّمراء يعتبرون ما حلّ بالقارّة من أوبئة ومجاعات وحروب أهليّة ومآسي، نتيجة مباشرة للإحتلال. فمتى سيقلعون عن عنصريّتهم؟! ما جاء على لسان الطّبيبين ليس قطعة من القرف، بل هو القرف كلّه. هذا الإستهجان الشّعبي، قابله صمت مخز للحكومات والدّول الإفريقيّة، بل حتّى للإتّحاد الإفريقي نفسه.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.