لا وقت للعبث …
الحبيب بوعجيلة
التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد على مستوى انتظارات الناس واستحقاقاتهم من ناحية وعلى مستوى سخونة الإقليم وتحولات المنطقة.. تقتضي من كل الفاعلين والحاضرين في مراكز القرار ومربعات النفوذ وعيا حادا بالمسؤولية الوطنية بعيدا عن الارتهان إلى نزوات التجاذب المسمى “سياسيا” والذي لا يعدو أن يكون سوى العاب خطيرة لبعض هواة السياسة ممن صنعتهم الصدف أو مجرد انخراط غبي في اجندات من لا تهمهم مصلحة البلاد ممن يرعبهم كل استقرار على قاعدة إصلاحات حقيقية وتفكيك جدي لفساد مادي ورمزي ينخر مختلف المجالات بما يهدد مصير هذه اللوبيات التي تتسلى بتقرير مصير البلاد وإدارة “اللعبة” منذ سنوات…
رؤية سياسية وطنية متكاملة تنبع من قراءة حقيقية للمشهد محليا ودوليا اصبحت اكثر من ضرورية… تناسق حتمي بين الرئاسات الثلاثة في قرطاج والقصبة وباردو على قاعدة حماية تونس والشروع في إصلاحات كبيرة والاستعداد لانجاز يستجيب لانتظارات الناس… هذا اليوم أكثر من مطلوب… دور رئيسي وفعال وايجابي للمنظمات الثلاثة للشغالين والأعراف والفلاحين باعتبارهم شركاء في صياغة البرنامج المرحلي للاصلاح والإنقاذ… هذا اليوم أكثر من حتمي… اشتغال النشطاء والمثقفين وصانعي الرأي والقيادات الجهوية من ابناء الشعب الحقيقيين المنحازين لآماله وعلى قاعدة الانتصار لثورته… اشتغالهم على ملء الفراغ التعبوي الذي تتركه وستتركه طبقة سياسية تقليدية أحزابا وشخوصا سيضمحلون.. هذا اليوم أكثر من واجب… نشر ثقافة المسؤولية المواطنية وترويج القراءة العالمة بحقيقة الاوضاع والتاليف بين الامل البناء والنقد المؤسس عبر ترشيد وتطوير وإصلاح المشهد الاتصالي من الإعلام التقليدي وصولا الى هذا الفضاء … هذا امر اكثر من فرض عين على كل وطني ووطنية…
لا تتركوا تونس للفاشلين وصانعي الفراغ وهواة السياسة… يعني لا تتركوا تخطيط مصيرها لغرف المقتدرين على تحريك مشهد بائس تغترب فيه قلة قليلة من زعامات وطنية لا سند لها أمام مؤامرات المتآمرين وعبث اللامسؤولين…