تدوينات تونسية
يتوجب ميلاد كتلة أخلاقية
الأمين البوعزيزي
من عاشوا مناشدين قوادين لعقود طويلة في محاضن الفاشية العلمنجية التابعة والقومجية الفاشية؛ ومن عاشوا رعايا طيلة قرون في ظل كرباج السلاطين وفتاوى كهنتهم “سلطان غشوم خير من فتنة تدوم”. حتما متضايقون من أزمات الديموقراطية خصوصا إذا كانت جنينية محاصرة من أعدائها وأدعيائها.
فقط نذكّرهم أنهم يلعنون الديموقراطية ويحاربونها بفضل ثمراتها؛ مثلهم مثل الجارية المحررة موسي(ليني) لكنها تحن إلى سيدها كما حدث ذات يوم للمحررين في أمريكا🤔
- بناء الديموقراطية في مواجهة أدعيائها تتطلب تضحيات وصبرا من جنس معركة فرضها في مواجهة أعدائها.
- في ظل تلبّس الشمولية بأعدائها وأدعيائها؛ لا تكفي الأحزاب ولا النقابات ولا الجمعيات؛ لبناء الديموقراطية.
- الغائب المتوجب بناؤه هو كتلة أخلاقية عابرة للاستقطابات الهووية (التي حولت الصراع إلى تناحر).
- دور هذه القوة الأخلاقية حلحلة وضع الانسداد في المشهد الحزبي المتناحر دفعا به نحو وضع التقاطع والصراع على قاعدة الاعتراف بديلا عن التنافي.
- يتوجب التقاط مبادرة الحبيب بوعجيلة/جوهر بن مبارك (الظافرة أخلاقيا؛ المتعسرة الإثمار عمليا لافتقادها لزخم ضاغط) وتطويرها نحو ميلاد قوة ضغط أخلاقي تحظى بمقبولية عابرة للاستقطابات المتناحرة تساعد على تدبير المختلف: تقاطع وصراع عوضا عن نفق صراع تناحري مدمر يفتح الطريق (ليس نحو عودة الديكتاتورية كما يهرف من يحاولون تخويف التونسيين ودفعهم للقبول بخيار التطبيع مع الأمر الواقع دون التفكير في تغييره) بل نحو ميلاد شعبوية جارفة تحمل في رحمها جنين فاشية عاصفة باسم الثورة لتجريد المجتمع من كل عناصر التنظم (أحزاب ونقابات) المقاوم لتسلط الدولة والسوق. وتعويق بناء وضع المواطنة واستبدالها بوضع الجمهور المرتبط رأسا بزعيم “معلم قائد ملهم”.
وهناك يتم تفقيص مهزلة جماهيرية غوغائيين مدمرة😴.
♦ أمام هكذا مشهد حزبي منحرف/متناحر وغيوم موجة شعبوية قادمة؛ يتوجب ميلاد كتلة أخلاقية تحمّل الجميع مسؤوليتهم.
———- نضع الفكرة مشاعا بين أيدي نواتها الأولى وحولها يكبر الحلم…
اللهم فاشهد.