نحن الآن في وضع ليس أكثر وضوحا منه
الحبيب بوعجيلة
لن نستخلص الا ما يبني ولن نرى في كل خطوة سياسية تقدم عليها البل
اد إلا مشكلة منها نبتدع الحل.
انصار تونس المستقرة وتونس الانتقال الديمقراطي والتحول الثوري يجب أن يروا في كل أزمة نتائج… أزمة تفرز الصفوف أكثر… أزمة تبرز من يتصرف بمسؤولية وحكمة استراتيجية ومن لا يمكن بعد اليوم التعويل عليه في المهمات الوطنية الاستراتيجية… ازمة تكشف بوضوح هشاشة غرف ليس من الصعب التحرر منها حين نقرر بإرادتنا نحت مصير بلادنا بأنفسنا وصناعة وحدتنا الوطنية بشروطنا… وازمة فضحت بشكل نهائي وبات اقلية قليلة يرعبها كل حل وطني يؤسس لتوافق الوطنيين وتنكشف سريعا غرائزهم الشريرة في رؤية تونس تحترب وتتقاتل لتتدخل فقط غرفة الفساد والعمالة فتمنح لتونس الأمن والاستقرار والتوافق مقابل استمرار هيمنة “المخازنية” فابريكة صناعة الحلول…
نحن الان يا احبابي في وضع ليس أكثر وضوحا منه… كنا لن ندرك هذا الفهم لو قرأنا مئات الكتب والنظريات :
- اولا: بعض تجارب “حزبية” استنفذت اغراضها وستصبح قريبا في ذمة التاريخ…
- ثانيا: عجز اخلاقي و انفضاح عورة اعداء تونس من هواة الاحتراب و كره من يعمل على تونس المستقرة المتوافقة على قاعدة الديمقراطية وأهداف الثورة.
- ثالثا: فرز واضح بين صانعي الأمل ومن يحب الأمل ومن يحب من يحب الأمل وهي كثرة غالبة نلمسها في عيونهم وأصواتهم التي تلهج بالدعاء لكل من يعمل من أجل الوطن.. في مقابل حاقدين كارهين لكل شيء ولكل سلامة لتونس المتعافية ومحبطين وناشرين لليأس من فوق ربوة الطهرية المزعومة وطز الحكمة المستقيل…
- رابعا: توفر قوى وأشخاص وشرفاء بما يكفي من عدد لحسن القراءة واجتراح الحلول من قلب المشاكل.
اخيرا… هذه تدوينة بين الموضوعي والذاتي لنمنع نجاح الحاقدين في بث الإحباط… في انتظار مقالي لنحلل بصرامة العقل الوضعية… بعيدا عن عنتريات لن نصدقها بعد الآن… أو بث إحباط تتعطل به عقولنا عن رؤية القادم الاجمل…
انتصرتم أيها الشرفاء وستنتصر تونس حتى وأنتم ترون ما لا يرضيكم ففي اعلى الجبل نقطة ضوء… لقد انتهوا جميعا… الفاشل والمحبط والمتأمر والأحمق السعيد… تونس ديما خير… هذا تحليل عقل لا اندفاع عاطفة….