تدوينات تونسية

دولة الكوارث

نور الدين الغيلوفي

شهداء الطريق إنّما أعدمهم فساد دولة الاستبداد وميزانُ تنميتِها المقلوبُ ومَيزُها العنصريّ بين مواطنيها وبين أغيار بالجوار لم تكن ترى فيهم غير عبء عليها حظُّهم منها أن تأخذهم إلى موتهم من أسرع طريق.. وما أسرع طرق دولتنا إلى موت الفقراء…

الدولة الوارثةُ الاستعمارَ فينا هي الفصل الثاني منه رغم كلّ التمجيد المَقول فيها.. وشأن الاستعمار أن ينهب الخيرات ويُعدم السكّان.. وأن يتلهّى عن موتهم بتمجيد منجَزاتِه مُعجزاته التي لا تُرى.. وشأن دولة “الاستقلال” أن تسير سيرته فينا…

الثورة مسحت المرآة وكشفت العورات فبدا للناس منها ما ظلّت الدولة المجرمة تخفيه بصخبها دهرا…

هل كنتم ترجون من دولة يحكمها عَسس الاحتلال الفرنسيّ أن تسوّيَ طريقا بالشمال الغربيّ يقي سيّارة تعبره من الانزلاق أو يُعيذ العابرين من وعثاء السفر ويقيهم من كآبة المنظر أو يمنعهم من سوء المنقَلَب؟

الطريق عندنا هي طريق غير آمنة تحرسها أعين دولة جعلت رزقها أنّها تترك شبابها للوعة تحلّ بوالديه حتّى لو أنّهم خرجوا في الترفيه…

دولتنا مثل شرطة الأفلام لا تحضر بصفّارات إنذارها إلّا بعد حلول الكارثة وبعد أن يبسط الموت سلطانه لتنشغل بجمع الأشلاء.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock