عطوان يكذب على قيس سعيد!!!
نصر الدين السويلمي
لا أحد يتحكم في خيارات قيس سعيد غير قيس سعيد نفسه ثم الأخلاقيات التي شيد عليها حملته الانتخابية ووعوده المنبثقة من روح ثورة سبعطاش ديسمبر، وان كان لقيس حرية استقبال هذا أو ذاك، ليس لنا غير تذكير الرئيس بأن عبد الباري عطوان قال في ثورات الربيع العربي ما لم يقله مالك في الخمر، هو ايضا احد اركان التشبيح وعراب الفكرة العروبجية الإجرامية الممسوخة “ديكتاعسكاريعروبفاريسي”.
لا يؤمن عطوان ببناء الانسان بقدر إيمانه ببناء حائط صواريخ! أي صواريخ!! يملك هذا الرجل قدرة كبيرة على التضحية بحرية الشعوب العربية والديمقراطية وثورات العرب الناشئة من اجل امن وسلامة محطة بوشهر النووية، كذلك هو على استعداد لترقية جرائم عسكر السلطة العربية ايمانا منه ان كلاشنكوفاتهم السوفيتية البدائية يمكنها تحرير الأرض والعقل والاقتصاد وإحداث النقلة والانتقال بالحطام العربي من دول العالم الرابع إلى دول العالم الأول! ولو أمعن عطوان في تجربة الاتحاد السوفييتي التي ركزت على الانسان المكينة ولم تركز على الانسان الانسان، لايقن ان أي قوة في الأرض لا تسكن إلى الحرية ولا تركن الى الارادة الشعبية، هي قوة كاذبة تحمل في جيناتها مقومات الفناء.
بعد أن استقبل الرئيس التونسي عبد الباري عطوان، خرج هذا الأخير بتصريحات مسيئة للرئيس، يصعب أن يتورط فيها رجل القانون الدستوري، يقول عطوان ان قيس أخبره عن أهدافه، وقام بسرد لتلك الأهداف التي على رأسها إصلاح القضاء، جاء في كلام عطوان ان قيس أخبره أنه “سيركز على القانون والقضاء المستقل لأن ذلك أساس الديمقراطية ثم سيعمل على اجتثاث الفساد وسيركز على إصلاح المنظومة التعليمية إضافة إلى الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب وتشغيل الشباب وتشجيع قيم العمل”!!! يتحدث عطوان هنا عن مهام رئيس حكومة وليست مهام رئيس دولة، او ربما يتحدث عن شمولية الأسد والسيسي، الذين يملكون أرواح الناس قبل مشاغلهم وشؤونهم ومقدرات أوطانهم.
يكذب عطوان، او يحلم ببلاد الرئيس التي لا تعود فيها الكلمة للدستور وانما للدكتاتور، ربما يسعى هذا الاعلامي الشبيح الى ترسيخ شمولية الرئيس العربي وتعويد العقل التونسي على القبول بالأمنيات الممسحقة المحشوة داخل حقول الألغام، ربما يخاتل تونس عبر الرئيس الخلوق المثقف، يخاتلها على إعادة الاعتبار للرئيس القانون وليس للقانون الذي يحكم الرئيس وبقية سلالة الدولة.
يدرك المخاتل عطوان ان الرئيس الفاتق الناطق باسم الكل، هو ذاك البورقيبة الذي قتل صديقه صالح بن يوسف فكيف بمن دون صالح! هو ذاك العبد الناصر الذي فتك بالمشير هو ذلك القذافي الذي قتل عمر المحيشي هو بومدين الذي اغتال كريم بلقاسم هو الحسن الثاني الذي أجهز على بن بركة ثم غمس جسده في الأسيد… دعك من عسكرية الشرق العربي، ففي المغرب العربي رئيسين وملك، حكموا كما يشتهي عطوان، فتك الحسن الثاني بأستاذه المهدي بن بركة في باريس، وفتك بومدين بزعيمه كريم بلقاسم في فرانكفورت وفتك بورقيبة برفيقه وشريكه صالح بن يوسف أيضا في فرانكفورت!!! حتى الفرار خارج البلاد لم ينجح في انقاذ ارواح الاساتذة والاصدقاء من الاغتيال البشع.
إذا ايها الشبيح! لقد اختارت تونس بفضل ثورتها ثم بفضل دستور 2014 ثم بفضل خروجها من زريبة العسكارتاجية العربية، اختارت ان تؤسس لمستقبل أجيالها بعيدا الاحذية السميكة الحاقدة، بعيدا عن نياشين المجازر الجماعية، بعيدا عن البيانات الاولى التي تفوح برائحة الموت، بعيدا عن مواسم الدم السياسي.