يا عبد الله النّاري… أقم جنازة الوطن فسنكبّر وراءك !
الخال عمار جماعي
خبر باهت عن شابّ من معتمدية “جلمة” أضرم في جسده النّار ليموت… انتهى الخبر ! وعادت الإذاعة إلى دلع جميلة الشيخي وملاعباتها !… وذهب عبد الله الذي استغنوا عن خدماته في الآلية 16 وأبواه المعوزان… في الرّيح !
فيا عبد الله النّاري الذي لا يفهم علاقته بالدولة إلاّ في عمل السّخرة الذي ابتدعته للمعوزين، لم تكن مذنبا ولا أنت متّهم بشيء فأنت بريء في دولة عاهرة… لا ذنب لك يا صاحبي إلاّ أنّك في الزّمن الأغبر الذي لا يهتزّ فيه جفن الدولة لمن وصلت أرواحهم الترقوة من ذلّ الحاجة فأخذوا طريق النّار… النّار -يا صاحبي- أسلم فلقد حاولت غيرها فما انتبه لك أحد ! هؤلاء الذين ترجوهم يتجشأون الآن من تخمة المائدة ويضحكون من خزعبلات قناة الفهري ويتهيّأون للفراش الزوجي…!
يا عبد الله النّاري الذي لن يحسّ بجمرته غير والديه المُضيّعين بعده، لم تكن شيئا لتلتف إليك الحكومة المشغولة بالتّشكيل، لأنّك بعض ذنبها وضحيّة من ضحايا مشاريعها التافهة… لست إلاّ فاصلة يا عبد الله فلماذا تريد أن تكون جملة ؟ !… ولست شيئا أيّها النّاري أمام “أهميّة التربية الجنسيّة” في مدارس كذبت عليك بالنّشيد الوطني وببطاقة الإرتهان المواطني فجعلتك تقنع منها بالكفاف و”أخبار قضية بيّة الزردي”… ألا تتبع الأخبار الوطنيّة يا عبد الله ؟ !
يا عبد الله يا حبيبي مثلك كثيرون يشتعلون ولم تمسسهم نار ! وأبناء الفعلة يتهرّبون من دفع حقّك في الشغل والخبزة الشريفة لأنّهم يا عبد الله لا يرونك إلاّ قِنّا أو عبدا… أو مواطنا انتخابيا ! هل عرفت الآن معنى أن تشتعل وحدك ويحمّلونك الذنب وحدك ولا يشعر بجمرتك إلاّ والداك ؟… لأنّك يا عبد الله لا تشبههم فلا حقّ لك عندهم… هؤلاء هم الذين يتخيّرون الآن “وين باش يعدّيوا الويكاند ؟” !
يا عبد الله النّاري، قل لربّك: لست أنا المذنب… بعض خلقك هم أبناء كلب… الأرض التي جعلتها لي وطنا لا تحبّ كثيرا “أولاد الحفيانة”… مناظرنا تزعجهم يا مولاي، فيقتلوننا بعيدا كالكلاب حيث نحن، بعيدا عن أعين زوجاتهم… يا ربّي، إنّي أبوء بذنوبي كلها إليك لكنّي لست مذنبا حين اندلعت النّار فيّ… هم أشعلوها قبل أن أقدح أنا عود الكبريت… أنا أمامك الآن “عبد الله النّاري” عبدا من عبيدك في تونس الأعماق التي تراها أنت ولا يرونها !
“الخال عمار الجماعي”