فلسطين النقابيّة
نور الدين الغيلوفي
اقتراحات مواطن
إيقاف الدروس بالمؤسّسات التعليميّة لدعم القضيّة الفلسطينيّة يعطي انطباعا سيّئا بأنّ نصرة قضايانا تعادل تعطيل أعمالنا وإيقاف تعليمنا ولا تقدّم لأحد نفعا… لقد كان الأمر ذا معنى في ظلّ نظام الدكتاتوريّة الذي إن لم يدعم الكيان الصهيوني علنًا فقد خذل القضيّة الفلسطينيّة.. وقد كان تعطيل العمل وقتها محرجا للنظام وربّما موجعا له.
يا سادة…
إذا احتججنا، في كلّ مرّة، بتعطيل دروس ناشئتنا بأوامر عليا من قيادات نقابيّة لا يراها أحد لم نضرّ العدوّ الصهيوني ولم ننصر قضيّة الأمّة… على العكس من ذلك نحن نخدم العدوّ ونخذل القضيّة.. لأنّنا نعطي انطباعا بأن تلاميذ مدارسنا هم الحلقة الرخوة التي نضحّي بها دوما لتحقيق غايات لا فائدة تلحقهم من ورائها.. ولأنّ العدوّ يريد لنا عطالة لعملنا وانقطاعا لدراستنا…
نحن نحتاج أدوات غير تقليديّة لنصرة القضيّة الفلسطينيّة…
مثلا:
- تعلن القيادات النقابيّة عن التزامها التبرّع بجزء من جراياتها لصالح القضيّة الفلسطينيّة تصرفه كلّ شهر في حساب تفتحه باسم فلسطين المحتلّة تشرف عليه جهات قضائية محكَّمة.
- ينظّم الاتّحاد العام التونسيّ للشغل تحرّكات جماهيرية ينقلها الإعلام تذهب إلى الاحتجاج على الإجرام الصهيونيّ أمام سفارات الدول التي تدعمه مثلا.. تلك تحرّكات لها معنى..
- يُجري الاتّحاد ندوات دوريّة في مختلِف جهات البلاد يحضرها مفكّرون يناقشون قضيّة الأمّة المركزيّة ويعرّفون الناس بمحدَثاتها ويكشفون الذين يحولون دون حلّها من الصهاينة العرب خاصّة.
- تقود قيادات الاتّحاد المركزية والجهوية والمحليّة بنفسها قافلة بحريّة محمَّلة بالأدوية والأجهزة والأطعمة لكسر الحصار عن غزّة وتحرج العدوّ الصهيونيّ أمام العالَم.. وفي كلّ مرّة تفشل تعيد الكرّة بالطاقم نفسه..
نحتاج أن تكون قياداتُنا قُدْواتِنا.