تدوينات تونسية

شعوذة سياسية

نور الدين الغيلوفي

بعض الجهات السياسيّة الموغلة في العقلانية الثوريّة ترفض الاقتراب من حركة النهضة، 

  • لا بسبب كونها حزبا دينيا يخلط الدين بالسياسة فيدنّس الدين ويفسد السياسة..
  • ولا بسبب كونها حزبا ليبراليّا لا يعمل لصالح الفئات الاجتماعية الفقيرة ولا ينتصر للطبقات المسحوقة..
  • ولا لأنّها منخرطة في الفساد الذي خرّب البلاد وقهر العباد..
  • ولا لأنّها حكمت من قبلُ ولم تفعل شيئا ولم تُجرِ تغييرا يُذكَرُ..

إنّما هم يرفضون المرور بجنبها لأنّهم يرون أنّ من يقترب منها “يذوب” أو يتلاشى أو يتشقّق…

هل يرقى هذا الكلام إلى مستوى الفهم؟
هل يمكن أن يأخذ به عاقل؟
هل نجد له مكانا ضمن سلّم الخطاب السياسي؟
أليس هذا خطاب شعوذة؟
وهل يمكن أن نأمن مشعوذا على الخوض في سياسة البلاد؟

أما كان أحرى بهؤلاء الخائفين أن يتحدّوا هذا الوعي الخرافي حتّى يحقّقوا الاستثناء وحتّى يفنّدوا للناس مقولات الأرواح الشريرة التي تجعل البعض يهجرون بيوتهم بدعوى كونها مسكونة؟
أما كان عليهم أن يدخلوا البيت حتّى يطردوا الأرواح الشرّيرة منه بدل أن يتركوه لها؟
أليس أحرى بهم أن يثقوا بأنفسهم وأن ينفوا الخوف على كياناتهم المتماسكة التي لا تخشى هادم اللذّات ولا مفرّق الجماعات لسلامة بنيانها؟

أما كان عليهم أن يتساءلوا: هل أتى الدهر السياسي على المقتربين من النهضة دون سواهم أم تُرى الفناء قد ضرب بصورة أشدّ أكثر الناس عداوة للنهضة وأبعد خصومها عنها؟
ألم تتلاشَ جبهات جعلت سيرتها ألّا تسير في خطّ إلّا متى كان موازيا لحركة النهضة مخافة تقاطُعٍ قد يكون لهم معها؟
هل أمن هؤلاء مصير الحتم؟

#العقل_زِينة

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock