هؤلاء السياسيّين المعنيّين بالحكومة.. وخطبة الرئيس قيس سعيّد..!!
عبد اللّطيف درباله
هؤلاء السياسيّين المحسوبين على الثورة..
هؤلاء الذين فازوا بالإنتخابات التشريعيّة ولو عبر كتل صغيرة.. بإمكانها مجتمعة أن تكوّن أغلبيّة لتكوين الحكومة..
وهم يستمعون لخطاب رئيس الجمهوريّة الجديد المنتخب قيس سعيّد..
ألم يحرّك فيهم شيئا..؟؟!!
ألم يلامسوا تلك الروح الجديدة..؟؟!!
ألم يستمعوا إلى نداء من أجل تونس أخرى مختلفة..؟؟!!
ألم يحسّوا بأنّه من الممكن فعلا أن تكون هذه الإنتخابات هي بداية مرحلة سياسيّة غير مسبوقة..؟؟!!
ألم يشعروا بأنّ تونس قد تكون حقّا على موعد مع قدر جديد..؟؟!!
ألم يقولوا لأنفسهم أنّه يمكن لحكومة على نفس الموجة مع رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد أن تفعل العجب.. وأن تصنع تاريخا جديدا في تونس.. وأن تحدث المنعرج في البلاد..؟؟!!
هؤلاء السياسيّين المحسوبين على الثورة من الذين فازوا في الإنتخابات.. وبدؤوا فورا.. على تفرّق نحلهم وصغر حجمهم.. في حرب حسابات وتصريحات وتكتيكات ومزايدات وتصعيدات ومناورات.. ويستعدّون لإستنزاف كلّ أشهر المهلة الدستوريّة المتبقيّة في صراع مرير لكسر عظام بعضهم البعض.. وهم في الحقيقة يكسرون عظام الشعب المكسورة عظامه وأحلامه وجيوبه أصلا منذ الثورة وما قبلها.. والحال أنّه يمكنهم أن يتّفقوا على حكومة تبدأ العمل فور الإعلان عن النتائج النهائيّة الرسميّة في منتصف شهر نوفمبر 2019.. عوض أن يبدؤوا حينها فقط في المفاوضات الحقيقيّة والجديّة للدقائق الأخيرة.. وتكوين الحكومة بالتالي في منتصف شهر جانفي القادم..؟؟!!
هؤلاء السياسيّين المحسوبين على الثورة من الذين فازوا في الإنتخابات..
ألم يفكّروا بعد في أن يرموا كلّ الأفكار المسبقة وراء ظهرهم..!!
وأن يلقوا بالمصالح الشخصيّة والحزبيّة الضيّقة.. وبالتجارب السابقة.. وبالأغراض الخفيّة.. في سلّة المهملات..!!
وأن يترفّعوا عن كلّ الصغائر والخلافات والصراعات..!!
وأن يكفّوا فورا عن تعقيد الموقف بتبادل التصريحات الناريّة والسلبيّة والشتائم والتحقير والتقزيم ضدّ بعضهم البعض..!!
وأن يركّزوا فقط على نقاط الإلتقاء دونا عن نقاط الخلاف..!!
وأن يتذكّروا أنّ هناك قاسما مشتركا بينهم جميعا.. وهو أحلام وآمال وانتظارات الشعب التونسي.. الذي أعطت غالبيّته الثقة لهم مجتمعين لحكمه معا..؟؟؟!!
وأن يتفكّروا بأنّ الشعب ينتظر.. وانتظر طويلا.. حتّى كاد صبره ينفذ..!!!
ألم تحرّك تلك الخطبة الحماسيّة لقيس سعيّد نوازع الخير.. والمشاعر الوطنيّة.. في قلوبهم وعقولهم.. ويفكّرون بأنّه يمكنهم فعلا أن يصنعوا جميعا تاريخا جديدا وجميلا لبلادنا.. وأن يشكّلوا معا بالفعل “الربيع التونسي” أخيرا..؟؟!!!