شوقي الشايب
بعيدا عن الاستشراف وما سيكون بعد النتائج الفسيفسائيه للانتخابات التشريعيه 2019. وجب استقراء ما افرزته الصناديق من ملامح ومآلات..
1. امام العزوف الانتخابي فان حركة النهضه بخزانها الثابت من منخرطيها تحصلت تقريبا على مقاعدها الثابته والتي لن تنازع فيها رغم جميع حملات التشويه، وما يحسب للتيارات الاسلامية عامة وحركة النهضه خاصة إن لها علوية النظام والتاطير كحزب ايديولوجي يتعامل مع المشهد من منظور الجسد والواحد والولاء.
2. في المقابل كارهي النهضه “اذ ان الحملات الانتخابيه خاصتهم كانت فقط صراع مع وجود النهضه” والذين وجدو انفسهم في فسيفساء المشهد من باب رادع الاسلام السياسي ونوع من الحنين الى تصور بعض الجمهور الانتخابي لمرحلة بن علي.
3. التيارات “الثورية” والتي كانت امتدادا لصوت الشباب الفيسبوكي الذي كان قاطعا مع منظومة الحكم ابان الثورة والذي نادى بامهات القضايا حسب تصوره كالثروات الباطنيه والتعامل مع فرنسا… وعليه كان الائتلاف صوته وتعامل بنفس العدمية والحدة مع الخصوم السياسيين. ورغم ضعف هذا الخطاب سياسيا ألا انه استحسن فئة من الناخبين حتى انهم صوتوا الى الصحبي عمارة في دائرة القيروان رغم انه كان “ذراع لنظام بن علي” فقط لظهوره الاعلامي المندفع والذي رفع فيه صوت الشباب الثائر في بلاتوات التلفزة.
4. احزاب المال: اولائك الذين اعتمدوا طرق “وكل الفم تستحي العين”، مستغلين رداءة الوضع الأقتصادي وانتشار حالات الخصاصه والفقر، والمهم انهم كانوا ناجحين جدا في المناطق الاكثر فقرا واقل تعليما.
5. عودة احزاب تقدميه ديمقراطيه للمشهد ذات ارث نضالي وتاريخ مشرف بعد أن كان الاعتقاد بانها من المعاقبين كغيرها من الاحزاب العريقة….
ورغم تخبطات المشهد وانتقائيته واختلافه إلا ان تعاطي الاعلام التونسي معه بنفس طريقة الوصاية في تحقير اختيارات الشعب ووصفه بالجهل، أو حتى تعاطي “المثقفين” كنوع من العلوية العلمية لمن صوت لاحزاب البرغماتية، هو من التعاطي الذي من شأنه ان يعمق غربة الاعلام والثقافة على روح الشارع التونسي الذي بدأ يتلمس خطوات الديمقراطية ونسائم المسؤولية الانتخابية.
الاهم اليوم ان يعلم الجميع أن رغم النتائج فان الشارع لا امان له امام كل متخبط ومرتعش لن يتعامل مع قضاياهم المصيرية بجدية وواقعية.
واظن ان المشهد كله نحو تغيير مخيف وسريع يرفض الوصاية والوعود امام كبر حجم المطلبية وحرقة التطلعات.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.