في السوسيولوجيا السياسية الشعب لا يخطئ…
سامي براهم
كلّ اختياراته رسائل يجب التقاطها واستيعابها لا إطلاق الأحكام المعياريّة حولها…
أولويّة الأولويّات حكومة طوارئ اقتصاديّة اجتماعيّة تقاوم الفساد وتتفق على برنامج إنقاذ اجتماعيّ عاجل… حقّقت الجولة الأولى لمسار الانتقال الدّيمقراطي البعد السياسي للثّورة الذي يجب حمايته ومزيد ترسيخه…
الجولة الثّانية اجتماعيّة اقتصاديّة بامتياز حتّى لا يضطرّ البؤساء والجائعون لمقايضة أصواتهم بالغذاء في غياب للدّولة والمجتمع المدني…
حكومة طوارئ ذات رهانات اقتصاديّة اجتماعيّة يشكّلها كلّ المؤمنون بهذه الأولويّة القصوى من أنصار الثّورة… تنجز حوارا حول برنامج وطنيّ للإنقاذ… ولن يتخلّف عنها إلا من أبى من أصحاب الحسابات الضيّقة والأنوات المتورّمة والعماء سياسيّ…
كلّ الذين رفضوا أن يضعوا أيديهم في العجين خشية تلويثها واستمرؤوا دور المتفرّج الفارس وجدوا أنفسهم خارج المعادلة برمّتها.
ليس هناك تركيبة برلمانيّة أكثر تعبيرا من التركيبة الحاليّة… قد يبدو المشهد للبعض عبثيّا وقد تبدو الدّيمقراطيّة عشوائيّة عمياء… وقد يجد الخبراء المتحذلقون السرديّات التي تنسج الخيط النّاظم وفق أهوائهم… لكن السّوسيولوجيا لا تخطئ التقاط اللحظة التّاريخيّة… وعلى السياسيين التسلّح بالحسّ السوسيولوجي لاستيعاب ما يختمر في أعماق هذا البلد.