مقالات

حالة ذعر في أركان المنظومة والدّولة العميقة.. وتحرّكات فجئيّة هستيريّة مريبة..!!!

عبد اللّطيف درباله

الموضوع أكبر من أن يتعلّق بمجرّد خسارة نبيل القروي للرئاسة.. إلى الخوف من خسارة المنظومة لكامل السّلطة بعد الانتخابات التشريعيّة..!!!
هل هناك أمر ما يدبّر بليل..؟؟!!
الرباعي الرّاعي للحوار.. هل تذكرونه..؟؟
نعم.. ذلك الرباعي المكوّن بالصّفة.. من الأمين العام للإتّحاد العام التونسي للشغل.. ورئيس الإتّحاد الوطني للصناعة والتجارة.. وعميد الهيئة الوطنيّة للمحامين.. ورئيس الرابطة التونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان.. والذّين اجتمعوا ذات عام.. ليقودوا مفاوضات ومساومات طويلة لعدّة أشهر.. ليخرجوا الحكومة المنتخبة (الترويكا) من الحكم بداية سنة 2014.. ويسلّمون السّلطة إلى حكومة تكنوقراط.. في مسار مهّد لفوز نداء تونس والباجي قايد السّبسي بالسلطة في إنتخابات 2014..!!
نفس تلك الشلّة لهؤلاء الأربعة.. وبعد سبات عميق.. اجتمعوا اليوم.. فجأة.. لأوّل مرّة منذ سنوات..!!!
وكان رئيس الجمهوريّة المؤقّت محمّد النّاصر اجتمع بهم أمس فرادى.. نفر نفر.. في مباحثات تمحورت حول مسار الإنتخابات..!!
محمّد النّاصر مشغول جدّا هذه الأيّام بضرورة إخراج نبيل القروي من سجن إيقافه بأيّ ثمن.. على أساس المساواة بين المترشّحين..!!
واليوم استقبل الرئيس المؤقّت أيضا بحسب بعض الأخبار خبراء في القانون الدّستوري.. كلّهم محسوبين على المنظومة القديمة.. وكانوا من أنصار السّبسي والنّداء.. وبعضهم كان من بين فريق “تارزيّة” القانون الدستوري على القياس لزين العابدين لبن علي..!!!
وذلك في مشاورات لم يكشف عن فحواها.. !!
لكنّ اللّبيب يفهم أنّها تتمحور أساسا حول أزمة الإنتخابات الرئاسيّة.. ووجود أحد مرشّحين إثنين للدّور الثاني من الرئاسة مسجونا.. والرّفض المطلق للقضاء المختصّ لإطلاق سراحه.. رغم كلّ التدخّلات والمطالبات والضغود الداخليّة والأجنبيّة.. وتداعيات ذلك على المستويين القانوني والدّستوري..
وكان الرئيس المؤقّت النّاصر استقبل أيضا هذه الأيّام رئيس الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات.. ورئيس الهيئة العليا المستقلة للاتّصال السمعي والبصري.. وشخصيّات أخرى عديدة.. والموضوع الرئيسي كان دائما هو إشكاليّة سجن القروي.. وتكافؤ الفرص بين المترشّحين..!!
وقد أشارت بعض المصادر.. منها الموقع الإخباري لقناة “نسمة” التابعة لنبيل القروي.. إلى أنّ الرئيس المؤقّت محمّد الناصر قد يتوجّه بكلمة هامّة إلى الشعب التونسي هذه اللّيلة تتعلّق بالإنتخابات..!!
في الأثناء.. كرّرت البعثة الأوروبيّة لمراقبة الإنتخابات بتونس دعوتها لإطلاق سراح نبيل القروي.. لتستجيب الإنتخابات للمعايير الدوليّة.. ولتفي تونس بالتزاماتها الدوليّة.. حسب تصريحها.. ولتكون الانتخابات نزيهة وشفّافة في نظرهم..!!!
ويتلاقى ذلك مع دعوات ومطالبات الكثير من المنظّمات والقوى الأجنبيّة الأخرى..!!
بالتزامن مع ذلك قابل بعض أعضاء الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات المترشّح نبيل القروي في سجنه للمرّة الأولى منذ إيقافه..!!
ولا شكّ أنّ ذلك تمّ بإذن قضائي..
وهناك حديث عن تمكين نبيل القروي من القيام بحوار صحفي من سجنه..
الأرجح على الظنّ أنّ ما يقلق راحة المنظومة.. ودفع هذا الحراك الفجئي المكثّف والمتوتّر.. ليس فقط مبدأ المساواة في الإنتخابات الرئاسيّة.. وإمكانيّة فوز قيس سعيّد برئاسة الجمهوريّة.. التي تتأكّد يوما بعد يوم بمقتضى التقديرات والمعطيات المتوفّرة والثّابتة.. وهو أمر يوجع المنظومة بلا شكّ..
لكن ليس ذلك فقط..!!
فالموضوع الذي أثار التوتّر البالغ فجأة… وبعد ثلاثة أسابيع من صدمة الإنتخابات الرئاسيّة.. هو تطوّر مؤشّرات الإنتخابات التشريعيّة سلبا بالنسبة للمنظومة وللثورة المضادّة..!!
فبعد سيطرة لحزب قلب تونس لنبيل القروي على المرتبة الأولى بنسبة محترمة.. طيلة عدّة أسابيع.. وبفارق مريح عن حركة النّهضة الثانية في الترتيب سابقا.. بدأت خطوط الأرقام والنّسب رحلة النّزول بالنّسبة لقلب تونس.. والصّعود بالنّسبة لحركة النّهضة..!!
ممّا ينذر بإمكانيّة تكرّر نفس سيناريو الإنتخابات الرئاسيّة.. حيث كان نبيل القروي الأوّل بفارق محترم.. قبل أن يبدأ في التراجع.. ويصعد قيس سعيّد فجأة للمرتبة الأولى في يوم التصويت..!!!
وهو ما يعتقد أنّه سيناريو قابل للتكرار اليوم في التشريعيّة..
بما يعطي الحقّ دستورا.. إن صحّ وحدث.. لحركة النهضة في تكوين الحكومة..!!
ليس ذلك فقط..!!
فإنّ المعطيات تفيد أيضا بأنّ “الشقّ الثوري” قد يكسب الأغلبيّة في البرلمان.. إن تواصلت تلك الطّفرة المسجلّة في الأيّام الأخيرة.. وإلى قبل 48 ساعة من يوم التّصويت..!!
وإن كان ذلك غير مؤكّد حتّى اليوم.. لكنّ فرضيتّه واردة واقعيّا..!!
بما يجعل ذلك.. إن حدث فعلا.. مجلس نواب الشعب.. والحكومة.. ورئاسة الجمهوريّة.. كلّها.. خارج سيطرة المنظومة..!!
وتكون السّلطة الكاملة في الدّولة لقوى لا تنظر إليها المنظومة القديمة ومراكز القوى في تونس بعين الرّضا بتاتا..
ولا تشاطرها الدولة العميقة والقوى الأجنبيّة المسيطرة على تونس أيّ نقاط مشتركة أو تقاطعات..!!
وهو ما قد يعيد البلاد إلى سيناريو حكومة الترويكا إثر إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر 2011..!!
هستيريا الإعلام والإعلاميّين التابعين للمنظومة وللثورة المضادّة المسجّلة هذه الايّام.. تفيد بأنّ الخوف من أمر إنتخابيّ جلل قد تأتي به نتئاج التّصويت.. يرعبهم.. ويهزّهم.. ويجعلهم يستعملون كلّ أسلحة التشويه والترويج للأكاذيب والزّيف والهجوم الشرس واللاّ أخلاقي على رموز  القوى السياسيّة المضادّة لمنظومتهم التي يدافعون عنها منذ عهد بن عليّ..!!!
وتحرّك السياسيّين ومختلف الفاعلين.. فجأة كخليّة نحل مذعور.. تنذر بأنّ الخوف من زلزال سياسيّ جديد.. بل من تسونامي.. بدأ يحرّك سواكن الدّولة العميقة.. في العمق.. ويزعجها.. ويوتّرها..!!!
وقد بدأت رحلة محاولة البحث عن حلول الدّقيقة الأخيرة.. قبل فوات الأوان..!!
هل تصحّ كوابيس المنظومة القديمة.. ويقول الشعب كلمته بقوّة وشجاعة: “لا.. لا.. لا..”..؟؟؟
 

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock