أخطأت النهضة
عبد القادر الونيسي
يجانب الصواب من يقول أن النهضة لم تخطئ.
أخطأت النهضة وهناك اليوم شعور متعاظم داخلها بضرورة تعديل السياسات والإنتصار المطلق لمطالب المستضعفين أيا كانت الضريبة.
المطلوب هو محاسبة النهضة بالعدل والعدل هو الميزان الذي جعله الله لمحاسبة عباده بالقسط…
الميزان كفتان : كفة الحسنات و كفة السيئات.
لن أتحدث عن مكابدة السنوات الخالية ومقارعة نظامين مستبدين من أجل الهوية وفرض الحريات وقوافل الشهداء والعذابات هذه أصبحت جزء من تاريخ البلاد.
المحاسبة تبدأ بعد الثورة وحكومة الترويكا والتحالف مع حزبين من الثورة وما تحقق من نسب التنمية وتراجع البطالة لتبدأ البلاد في خط طريقها الصحيح.
بعد ذلك هبت رياح عاتية وحدثت الإغتيالات ثم محاولة الإنقلاب وتنادت القديمة للفتك بالنهضة وبالثورة .
تزامن ذلك مع إنقلاب العسكر في مصر والظهر المكشوف للثورة وأنصارها.
آستولى الرعب على فسطاط النهضة وأيقنت أن الثورة هالكة وإن لم يعد من مخرج إلا إنسحاب تكتيكي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المخرج كان التوافق وهو عبارة عن إلتحام الملاكم الذي تتالت عليه اللكمات بخصمه حتى يسترد بعض أنفاسه تفاديا للسقوط.
وقعت النهضة في أخطاء عديدة أثناء التوافق لكن ربما يشفع لها ما آلحقته من ضرر في الطرف المقابل بتشتت شمله وذهاب ريحه.
آستماتت النهضة كذلك في الدفاع عن نظام الإرث بل قالت دونه الخروج من الحكم وهو موقف رمزي يؤكد الإنتصار المطلق لهوية الشعب…
آستطاعت النهضة أيضا أن تصل بالمسار الديمقراطي إلى مواعيده الإنتخابية بجسم ليس فيه شبر دون ندبات وكدمات وجروح.
ضعوا ما شئتم في كفة الحسنات وما شئتم في كفة السيئات وآنتظروا بما سينطق به الميزان حينها ستنبلج لكم الحقيقة ساطعة ناطقة..