تدوينات تونسية

باربوات الإعلام والصّعلكة الإعلاميّة !!

صالح التيزاوي

حثالة من إعلام عبد الوهاب عبد اللّه، الذين كانت تكتظّ بهم صحف المجاري وقنوات المناشدة لتقييم إنجازات السّابع من نوفمبر، من شرّاح معجزة بن علي الإقتصاديّة، وممّن قال فيهم الإعلامي الحبيب الغريبي: “الإعلام التّونسي يحتاج إلى الهدم وإعادة البناء”، وقال فيهم الإعلامي محمّد كريشان: “أشعر بالقرف عندما أشاهد الإعلام التّونسي”. وشهد شاهد منهم وهو لا يقلّ عنهم سوءا، فشبّههم بالقمّل الذي يقتات من الأوساخ. حفنة من المنتسبين إلى الإعلام، لم يكتب أحدهم ولو مقالا واحدا يستحقّ الإحترام في جريدة محترمة.. يشترطون على المترشّح إلى الدّور الثّاني في الإنتخابات الرّئاسيّة، الأستاذ قيس سعيد أن يحضر أمامهم، هل هذا إعلام أم مبغى؟ واللّه أنتم لا تستحون!!
لماذا عليه أن يحضر أمامكم؟ وماذا تملكون أصلا من الفكر السّياسي والحرفيّة الإعلاميّة ومن العمق الثّقافي والفكري حتّى يمثل أمامكم ليجيب على أسئلتكم الرّكيكة التي تكشف عن سذاجة تفكيركم؟ ولماذا عليه أن يتحمّل رذالتكم وهو مشغول بقضايا لستم مهتمّين بها لانشغالكم بتبييض الفسدة ومحاربة حتّى محاولات النّجاح في هذه البلاد؟ لقد أتعبنا صراخكم ونعيقكم وهذيانكم وثرثرتكم التي لا تختلف في شيء عن أحاديث المقاهي.. مع الإعتذار للمقاهي الثّقافيّة ولروّاد المقاهي عموما، لأنّ فيهم من رفعة الأخلاق ما لستم ببالغيها..
“سنبل آغا” وهو بربطة عنقه التي تذكّرنا بحفلات الختان لا يبرح مستنقع الرّداءة الإعلاميّة، فيقول بوقاحة منقطعة النّظير، على مرأى ومسمع من التّونسيين وفي قلّة ذوق غير مسبوقة، معلّقا على عدم حضور قيس سعيّد بينهم: “عنّو ماجا” وترجمتها “اللّه لا يجيبو” وزاد على السماجة ركاكة “توّا نصلّيو صلاة الإستسقاء باش يجي”.. أهذا إعلام في قناة إعلاميّة؟ أم مبغى في علبة ليليّة؟ وهل بهذا الإعلام السّوقي تناقش قضايا الأوطان وتدار الحوارات الخلّاقة؟ وهل بتلك الوجوه العكرة والأصوات الصّاخبة، يلعب الإعلام دوره في إشاعة الوعي؟ إذا كان الغراب دليل قوم، مرّ بهم على الجيف…
قيس سعيّد حضر في مناظرة تلفزيّة أمام الشّعب التّونسي وقال الشّعب كلمته، فلا يحتاج إلى سفالة إعلام عبد الوهاب عبد اللّة ولا يحتاج إلى سفهائه من خرّيجي الشّعب ومن صبّابة السّابع من نوفمبر ليمتحنوه في معارفه الدّستوريّة. لا أعتقد أن قناة القرف الإعلامي محزونة حرقة لأنّ قيس سعيّد لم يشرّف “بلاطوهاتها” بالحضور ولكن لأنّه فوّت عليهم فرصة شتمه والتّقليل من شأنه.. فوّت عليهم فرصة التّنفيس عن أحقادهم لأنّه كان عارفا بمعدنهم الرّخيص وبضحالة فكرهم…
هل يكون شفيق جرّايا محقّا في كلامه وهو يخاطب ذات يوم خصمه اللّدود؟ مهما قيل فيهم من كلام فمن المستبعد أن ينصلح حالهم. ولو حضر بينهم قيس سعيّد مازادهم ذلك إلّا نفورا من الحرّيّة والإعتدال ومجانبة الصّواب، لقد تركها المتنبّي حكمة بالغة في هجاء أحدهم ويدعى “ضبّة” : ومايشقّ على الكلب …. أن يكون ابن كلبة..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock