الخميس 22 مايو 2025
سفيان العلوي
سفيان العلوي

هل خسرت النهضة الانتخابات الرئاسية فعلا ؟

سفيان العلوي

واقع الحال ان الترتيب يجعلها خارج السباق نحو قرطاج لكن رهان المشاركة في الانتخابات الرئاسية ومنذ مدة ظل ثانويا امام باقي الاستحقاقات. وقد ظلت المشاركة المباشرة بمرشح منها احد خيارين ثانيهما تزكية مرشح من خارجها الى اخر لحظة. وذلك وعيا منها بدقة التوازنات وصعوبة المرحلة. ولهذا تعد المرتبة الثالثة مجرد خسارة رمزية ضمن ربح أكبر وهو تعزيز الديمقراطية.
بحساب الربح والخسارة قد تكون افضل الخاسرين من حيث الترتيب العام. واذا كان من رسالة عميقة للتصويت العقابي فهي معنية به ضمن كامل الطيف وفرقاء المشهد السياسى يمينا ويسارا والرسالة لا تخصها لوحدها. والجميع مدعو لاستخلاص العبر واستعادة الثقة في باقي الاستحقاق الانتخابي وقادم المرحلة.
ربما خسرت الرهان الرئاسي لكن خصومها خسروا اكثر خاصة منهم الذين جعلوا من ازاحتها برنامجا لهم وهذا انتصار معنوي إلى ان تتضح الصورة في باقي الاستحقاق الانتخابي. وربما تكون قد ربحت رهانا اخر وهو التخلص من ثقافة استئصالية تخنق انفاسها وارجعت خصومها الى احجام دونها ودون الرهان الوطني الجامع.
قد يكون خروجها من سباق الرئاسة سحبا لذريعة التغول التي يرفعها في وجهها منافسوها ويجعلها اكثر تركيزا على العمل الحكومي والبرلماني وشريكا وازنا في الائتلاف الحاكم القادم.
لقد نبهت النتائج الى اولوية المسائل الاجتماعية والاقتصادية وتقدمها المطلق على السجالات الهووية وهذا يحررها من المعارك الخاسرة والمكررة ويسمح لها بان تظرح البرنامج الذي تشتغل عليه منذ مدة بشكل عميق ونوعي حسب ما يرشح من اصداء.
في النهاية على النهضة ان تنصاع للارادة الشعبية وانتظارات الناخببن التي لا تجتمع على ظلالة لتصبح يداها مواتية للطمبور.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

سامي براهم

“دولة الشعب أم شعب الدّولة”

سامي براهم  ربطت عدد من الدّراسات ظهور “الإسلام السياسي” بسقوط الخلافة الإسلامية وحلم استعادتها، وربطه …

سامي براهم

تحولات “الإسلام السياسي” في تونس من خلال وثائق تقييمية

سامي براهم  تهدف هذه الورقة إلى دراسة المراحل التي مرَّ بها التيار الإسلامي في تونس …

اترك تعليق