فتحي الشوك
ابنتي الكبرى يسر طلبت منّي برفق أن أصحبها إلى لقاء يؤثّته المرشّح للرئاسيات قيس سعيد فاعتذرت بلطف متعذّرا بالشّغل ومشاغله لتتدخّل ابنتي الوسطى تيسير وتتساءل عن المرشّح الّذي أسنده وهي الّتي في الغالب تتّخذ الموقف المناقض لأختها لكنّها تتماهى معها هذه المرّة في تحقّق معجزة المتوازيين الّذين يلتقيان!
ابنتايا العزيزتان الجامعيتان ستنتخبان لأوّل مرّة وستمارسان حقّهما في الاختيار وهما حريصتان على أن يكون اختيارهما سليما ومفيدا وبعد تمحيص واعمال العقل.
أمّا ابنتي الصّغرى السمراء الجميلة سارّة الّتي تبدو أكبر من سنّها البيولوجي فهي مغتاضة لاستحالة مشاركتها في مثل هذه المناسبة ولا يمنعها ذلك من الخوض في المسألة والادلاء بدلوها وابداء رأيها.
أمّ بناتي ورفيقة دربي لم تحسم أمرها بعد وهي محتارة بين اثنين أو ثلاثة مرشّحين كلّهم خارج دائرة افرازات المنظومة القديمة الصّدئة.
هو حراك وحوارات ونقاشات تطول أو تقصر تشهدها عائلتي الصّغيرة مسرحها قاعة الجلوس حينا والمطبخ أحيانا. قد تعلو أصواتنا وقد يصيبني بعض التشنّج في تجلّ للدكتاتور الكامن في والّذي أسعى للتخلّص منه وهو ما يحتاج للمران وبعض الوقت.
نفس الأجواء نعيشها في عائلتي الموسّعة، فأخي انور المهندس بالمانيا صرّح بأنّ رقمه المفضّل هو 14، امّا اخي الآخر المهندس عماد فقد راسلني من الصّين وأخبرني بأنّه يحبّذ رقم 9، امّا اختي الصّغرى بسمة فتميل الى 14، وتبقى ابنة اختي صفاء جليستي لحظة ما أخطّه الآن فهي متردّدة كما زوجتي بين اثنين أو ثلاثة مرشّحين.
أمّي الحبيبة اطال الله في أنفاسها لا تهتمّ كثيرا بالأرقام ودوما ما تدعو الله بأن يولّي علينا خيارنا وان يبعد عنّا شرارنا.
حركة دؤوبة غير اعتيادية تدبّ في الجميع، والكلّ يفكّر ويعمل عقله لأجل أن يختار من يحكمه الّذي لا يُعلم من يكون أسبوعين قبل إجراء الانتخابات.
كم هو جميل نهر الحياة هذا في صحراء التوحّش والاستبداد العربي حيث يحشر في جهنّم من يحشر أنفه في الشّأن العام وقد يفرم ويحوّل إلى إصبع كفتة!
قد لا يخلو المشهد من ضبابية وعديد السلبيات وبعض التدخّلات لإرباكه وخنقه وقتل ما فيه من حياة، لكنّ المؤكّد أنّه أفضل ممّا كان والأكيد أنّ الأجمل ما هو آت.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.