إعلام العار لتلاميذ المرحلة الابتدائية..
نصر الدين السويلمي
أ- ب.. كيف يمكن تبسيط الاجرام الإعلامي؟
أ- ب.. كيف تشتغل مكينة التشويه؟ كيف تقلب الحقائق وتحوّل البوم الى حمام والضباع إلى غزلان؟
أ- ب.. كيف يتمكن هذا الإجرام المرئي والمسموع والمكتوب من تحويل المسجد إلى كارثة ودور الخناء إلى ثقافة وارفة؟
أ- ب.. كيف يرتكب العار المتلفز والعار الممذيع جرائمه الشنيعة؟
أ- ب.. كيف تقوم منصات الخزي بتكريم المجرم، وتحوّل أوراق الضحية إلى مفتي الجمهورية!
أ- ب.. كشف جرائم أوكار الدعارة الاعلامية لتلاميذ المرحلة الابتدائية.
منحرف أم طبيب ؟؟؟
الإعلام: منحرف احتجز فتاة في ربيعها العشرين داخل بنايته الخاصة ثم اعتدى عليها بشفرة حادة مسببا لها جرحا غائرا في بطنها انجر عنه إتلاف قطعة من أمعائها… دام الاحتجاز أسبوعا كاملا مرت خلاله الفتاة بفترة غيبوبة مفتعلة… من المتوقع أن يكون المجرم قد انتهك عرض الفتاة… يبدو أنه منحرف من طراز خطير؟
الحقيقة: والد فتاة في ربيعها العشرين يشكر طبيبا استخرج لابنته الزائدة الدودية في مصحته الخاصة مع أسبوع نقاهة دون أن يتقاضى أجره ولا حتى أجر مستلزمات الجراحة والنقاهة।
أسرة شقية أم أسرة تقية ؟
الإعلام: شاب خجول مثقف أنهى تعليمه العالي يشغل منصبا مرموقا في إحدى مؤسسات الإبداع يقطن في حيّ فاخر، تقدم لخطبة فتاة تسكن حيّا شعبيا متواضعا… ولما كانت هذه الأسرة لا تعرف قيمة الأشياء ودرجت على القبيح في شتى مجالات حياتها فقد صدت هذا الخطيب النادر وأوصدت في وجهه الباب… أغلب أصدقاء الشاب لاموه كما أطنبت أمه في اللوم معللة ذلك بمحاولته الحمقاء لمصاهرة أسرة مشبوهة عزلها سلوكها الغريب عن بقية الجيران، جلّ أفرادها مصابون بأمراض نفسية وعصبية ربما كانت نتيجة عوامل وراثية، الأم تتحاشاها نسوة حيها والاب مجرم ذو سوابق خريج سجون!!!
الحقيقة: اعتذرت أسرة إلى كهل تقدم لخطبة ابنتهم ودعا له ربّ العائلة بلطف أن يرزقه خيرا منها وأن يهدي الجميع إلى طريق الصواب… أما ربّ الأسرة فزيتوني تقاعد من سلك التدريس كان قد أودع السجن عندما ضبطته السلطات بصدد شرح المتون وتدريس التحرير والتنوير وبعض كتابات ابن عرفة في بيته دون ترخيص مسبق من النظام، وقع تصنيف الأسرة ضمن المغضوب عليهم أصبح بعدها سكان الحي يتحاشون مخالطتهم خاصة مع تمسك البنات بالحجاب। أما كهل الأربعين الذي تقدم للخطبة فهو خريج كلية الفنون معلم للرقص غلب عليه التخنث يصطنع خجل العذارى سبق وأن فشل في زيجتين… قد لا يرتقي إلى الذكورة ناهيك عن الرجولة.
الشيخ المؤمن أم العجوز المتصابي ؟؟؟
الإعلام: تعرض شاب برفقة فتاة كانا في نزهة حول المبيت الجامعي للقذف والاعتداء اللفظي من طرف مسن متطفل… لم يكتف هذا الأخير بسيل الشتائم لكنه عمد إلى انتهاك حرمات الأشخاص وخصوصياتهم، وبعد صبر طويل اضطر الشاب المسكين إلى إزاحته من طريقه لينسحب بعدها متجنبا المشاكل وتداعياتها.
الحقيقة: تم العثور على إمام مسجد مقتول خلف المبيت الجامعي للبنات… شهود عيان قالوا أنّ الشيخ هم بنصح شاب عرف بانحرافه كان بصدد ممارسة الرذيلة مع مومس على مرأى من فتيات المبيت الجامعي… تلا عليه بعض آيات القرآن لعله يرتدع، وأمام تعنته طلب منه برفق أن يبتعد قليلا عن المكان احتراما لحرمته وحفاظا على مشاعر الطالبات من هذه المشاهد المخلة بالحياء، فما كان من الشاب المخمور إلا أن سدد له عدة طعنات بسكين فأرداه قتيلا… وانسحب مع عشيقته بعد أن سلبا ساعته وبعض الدنانير وألقيا بمصحفه الصغير بعيدا ثم نثرا حبات المسبحة على جسده المثخن!!!
أبطال أم مجرمون!!!
الإعلام: نفذ هذا الصباح مجموعة من الضباط الأخيار عملية بطولية خلصوا بموجبها الوطن من شرذمة تحكمت في رقاب الناس وتلاعبت بمقدرات البلاد، فقد غرّ هؤلاء المتجبرين جبروتهم وفسادهم وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد وأنّ عمالتهم لأعداء الشعب والجهات الأجنبية ستحميهم من الغيورين على هذا الوطن، ولما تمادوا في إغراق البلاد وإفساد العباد انبرى لهم أسود حملوا أرواحهم على أكفهم ليحرروا شعبهم أو تسقي دماؤهم تربته الطاهرة…. التهاني تتوافد على الفرسان منذ الصباح من كافة حساسيات المجتمع المدني وهذه دموع الجماهير تشرق بالفرح وهذا صوت مفتي الديار يردد “… إنّهم فتية آمنوا بربّهم وزدناهم هدى”. (الكهف: 13) ويضيف سماحته موجها خطابه إلى الثلة المقبورة المندحرة “وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ” (الفجر: 10 – 14 ) .
الحقيقة: اقدمت مجموعة من الضباط هذا الصباح على تنفيذ انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المنتخبة، وأعلن زعيم الانقلاب عبر التلفزيون الحكومي الذي سيطرت عليه وحدات تابعة للانقلابيين، أعلن حالة الطوارئ كما اعلن الاحكام العرفية وقرر إيقاف العمل بأحكام الدستور.