الأربعاء 25 يونيو 2025
ليلى حاج عمر
ليلى حاج عمر

إمرأتان

ليلى حاج عمر

كامرأة، كنت أتمنى أن أجد مترشّحة للرئاسة جديرة بالانتخاب. ولكنّ ستّين سنة من حريّة المرأة لم تنجح في صنع امرأة بمواصفات الرئاسة هنا.
فالمرأة الأولى المترشّحة: باردة جدّا كقطعة ثلج في جهاز تبريد، كقهوة باردة في مقهى ميناء قديم، كدمية في رفّ السياسة. ليس فيها تلك الروح، روح النساء المالحات المُرّات الحلوات اللاذعات كليمونة المحرحرات الحنونات جدّا المفوّحات بتراب السّهول المتعصفرات باكليل الجبال الممتلئات بأفكار الدّهور وأعاصير الشعوب.
والمرأة الثانية ساخنة جدّا ككراهية سوداء كمقت أحمق كوقت أخرق. يمكن أن تكون سجّانة على أبواب معتقلات “الظلاميين” الذين تعد بتصفيتهم ولكنّها لا يمكن أن تكون رئيسة رحيمة بشعبها المتنوّع والجميل في اختلافه. يمكن أن تكون حارسة صنم الأب الزعيم ولكنّها لا يمكن أن تكون رئيسة أحلام المسروقة احلامهم هنا. يمكن أن تكون صانع تغيير ثان ولكنّه تغيير آخر بطعم بدائي همجي تجاوزته البلاد المبتهجة بمراقصة الديمقراطية رغم بقائها عارية رثة في منتصف الليل الانتقالي كسندريلا ضيعت حذاءها الصغير.
كلتاهما غير قادرتين على امتلاك القلوب
والرئاسة أيضا، امتلاك للقلوب.

سلمى اللومي
سلمى اللومي
عبير موسي
عبير موسي

اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

ليلى حاج عمر

الخبز والدم

ليلى حاج عمر  هل كانت إعادة إنتاج الديكتاتوريات العربية بعد موجة الثّورات التي رفعت من …

عبد السلام الككلي

عبير موسي وقضايا التبليغ: واجب قانوني أم سيرك سياسي ؟

عبد السلام الككلي توجهت عبير موسي يوم 03 أكتوبر 2023 إلى القصر الرئاسي بقرطاج بصحبة …

اترك تعليق