الثلاثاء 8 أبريل 2025

الغائبات.. هنّ المكرّمات

عبد القادر عبار

1. نظرت وتأملت.. ثم حملقت ونظرت.. ثم رددت البصر أكثر من مرة فانقلب إليّ البصر خاسئا وهو حسير.. ما رأيت في الصورة غير مكعّبات رقعة الشطرنج المعتادة.. لا جديد فيها يذكر فيشكر.. بل نسخ قديمة ممجوجة يعاد تسويقها وترويجها، لكي يقال.. وقد قيل.
2. قلت يا نفس: أين التي تعزق الأرض ؟ وتسقي الحرث ؟ وتحصد الزرع ؟.. أين التي صبرت على اليتامى حتى أنتجت منهم رجالا ..؟ أين التي درّست وربت وأنتجت من تلاميذها أبطالا ؟.. أين التي تصدّرت منصات الندوات العلمية الغربية ؟ أين التي حصدت أكثر من جائز علمية عالمية ؟… أين التي أرضعت حليب العزة والحرية لأبنائها من أمهات شهداء الثورة ؟ أين التي أرسلت ابنها جنديا مرابطا في الجبال والحدود ليحرس الوطن ويمنع عنه تسلل مخالب المتربصين والإرهابيين فرجع اليها شهيدا ؟؟؟.. تلك إذن قسمة ضِيزَى ؟؟.
3. في سبّورة التاريخ الذي لا يجامل ولا يهمل.. عناوين كثيرة تخبرنا أن كثيرا ممن كُرّموا زورا.. أو وسّموا بلا حق ولا جدارة.. لعنهم التاريخ ورماهم في سلة مهملاته وأن الكثير ممن غُبنوا وظلموا.. وغيّبوا ظلما.. قد رفع التاريخ ذكرهم وعرّف بنضالهم ومنحهم أوسمة خالدة لا تصدأ. وجعل منهم عناوين للفداء والتضحية والبذل والعطاء.. ولا داعي لذكر الأمثلة.. فاللبيب بالإشارة يفهم.. والحر تكفيه الإشارة.
فوسّموا من شئتم توسيمهم.. وكرموا من ترضون تكريمهم.. وارفعوا ذكر من تريدون إشهارهم.. ولكن لا تنسوا القاعدة القرآنية الربانية الصادقة التي تقول “فأما الزبد فيذهب جفاء.. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”..
4. فكم من حرة هي غائبة وكان يجب ان تحضر وكم من صالحة هي منسيّة، وكان يجب ان تذكر وكم من شعثاء، غبراء، “زوّاليّة”، هي مدفوعة بالأبواب لا يعرفها صوت المذيع.. ولا تلتفت إليها كاميرا التلفزة الوطنية وكان يجب أن تدخل.. ولكن يكفيهن شرفا أنهن في قلوب الشعب مكرمات، مبجلات، مذكورات بلا ضجيج ومعروفات بلا صور.. وكم من مقربات مبجلات يكرّمن وهن مرفوضات، لا مساحة لهن في قلوب الرعية.. رغم لمعان الصورة وترديد صوت المذيع لأسمائهن.
5. الغائبات هن المكرمات حقا.. المكرمات غائبات فعلا.. شكر الله سعيهن ورفع الله ذكرهن ونفع الله بهن الوطن وكثر الله بهن سواد الرعية.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بين الإمام مواطنًا.. والإمام خطيبًا

عبد القادر عبار للأسف، لا تزال صورة الإمام الخطيب.. عند كثير من الناس مظلومة، وحقوقه …

مناظرة غير متلفزة بين الملك ويوسف !

عبد القادر عبار 1. لان الشيء بالشيء يذكر على قول المثل.. ذكرتني المناظرات الرئاسية التلفزية …

اترك تعليق