بشير العبيدي
#معجملسانالعجب
اعلموا، لا أفرغ الله لكم جيوباً من عُملة صعبة، أن لفظ “عُملة” مشتق من فعل “عَمَل”. و”عَمَل” هذه لفظة لها حكايات وحكايات ! يُقال عندنا: فلان “عملها”! والهاء يمكن أن تركب على ظهر سبعين عفريتاً.
ولذلك ستلاحظون، ملأ الله حساباتكم المصرفية بالعُملة، وأقدركم على جميل الإحسان إليّ، أنّ من مشتقّات فعل “عَمَل”، اسم المرّة “عَمْلَة”، أي “فِعْلة”، ولهذا السبب، حين ظهرت طبقة من المستثمرين في الأموال، فكّروا طويلا في تسميتهم، فما وجدوا لهم سوى تسمية “رجال العمايل”، ولأنّ العمايل لفظة مستنكرة، هذّبوها بالهمزة وقالوا: رجال الأعمال! ولا يهم أن يكون من الرجال نساء لأن العربية لغة عدل، فنقول “مرأة” ونشتق منها “امرؤ” … وإن امرؤ هلك … قرآن كريم. وامرؤ القيس، الذي قال في شعره : “تعلّق قلبي طفلة عربيّة”! وغنّتها هيام يونس، الفنّانة ! ومن الرجل، نشتقّ “رَجُلة”، ويمكن للشاب العربيّ الأصيل أن يذهب يخطب شابة ويشترط في خطيبته أن تكون “رَجُلة”، فإن رفضوه، فليتصل بي على الخاص، سأري الرافضين الزغب الذي في قوائم العنكبوت!
ورجال الأعمال هذه فئة من أطهر ما خلق الله ممن دبّ على رجلين وعلى أربع! إذا تسلّط عليك أحدهم، فاعلم -يرحمك الله- أن رَبّك أراد تطهيرك من ذنوبك كلّها في الدنيا كي تدخل إلى الجنّة من دون حساب، تماما كما شرح لنا الإعلام التونسي الفقيه في مصير السبسي ! فاصبر ففي ذيل ذاك الصبر نيل !
وستلاحظون أنّ العُملة تُعرف بحاسة الأنف عند الإنسان. والدليل الساطع على قولي هذا هو ما كانت تقوله أمّي عن أخي الصّغير لما كنتُ طفلاً : تكون جالسة مطمئنة تعجن عجنة الخبز، وفجأة تتوقف، وتشتمّ بأنفها الجميل ثمّ تقول : أفّ ! عليّ أخوك عمل “عمْلة” ! ثم تسرّع العجينة، وتلفّها بعجلة، ثم تذهب تجري لأخي الصغير، فتفكّ قماطه، والقماط صار يجهل وجوده الناس، وهو عمل الرضيع كمومياء مصريّة، بأقمشة وسيور وجعله لا يقدر على الحركة. ثمّ تعالج أمّي “عمْلة” أخي بما تيسّر ! واليوم، النسوة لم يعد في عادتهن عمل “القماط” ! ولهذا السبب إذا عمل الابن عندنا الْيَوْم “عَمْلة”؛ يشمّها جميع الفسابكة ! ويا رحمكم الله، إذا كان في أصدقائكم رجال أعمال، فتشمّموا علاقاتكم جيّدا، تحسّبا لعملة تنزل على رؤوسكم من السماء كمائدة بني اسرائيل !
والعُملة، نظرا لرباطها الوثيق “بالعمايل”، جعلت جميع العملات على شاكلتها في الغرابة ! ومن ذلك :
– دينار : تأويله : دي : أي الذي يؤدي، وبالمصرية العامية (يودّيك في داهية)، ونار : وهي نار جهنّم والعياذ بالله. فيكون تفسير الدينار إذن: الذي يؤدي إلى النار! وذلك لما يتجمع منه في الحسابات البنكية النائمة، ولا ينفق منها في سبيل الله، ويذهب هباءً بين أيدي ورثة لا يترحمون على ميّتهم !
– درهم : تأويله : درّ الهمّ ! عفاكم الله من الهمّ ! وفعل “درّ” “يدرّ”، يقال على سبيل المثال : (درّت البقرة الحليب لدونالد ترمب)، أي أعطته. وعادة تدرّ البقرة الحليب إذا مسحتَ ظهرها وربّتت على أكتافها وأريتها أنك تحبّها. هذا يصحّ على جميع أبقار الأرض إلا بقرتين اثنتين: بقرة دونالد ترمب، يُريها ترمب عنواناً أو مانشيت صحيفة مخيف في واشنطن، فينزل الحليب، ببركة سيدي أبي الحسن الشاذلي، أنهارا في شعاب مكة. وبقرة بني اسرائيل، تسببت لنا في تشابه البقر علينا ! وهذا يسبّب لنا الهمّ والغمّ، ولهذا السبب قالوا : الدرهم هو الذي يدرّ الهمّ !
– دولار : عُملة عظيمة سمّوها كذلك جمعا بين كلمتين : “دو” وهي فعل (عمل)، وقلت لكم أنّ العملات كلها تعود إلى “العمايل”، وليار، بمعنى كذّاب، وحذفوا الياء للتخفيف تأثرا بأجدادنا العرب ! وهكذا، يكون تأويل الدولار : اعمل عمل الكذاب ! وهذا قريب من الصواب، انظر شأن الذين يتعاملون بالدولار ستجدهم تماما كؤلاء الذين يتعاملون بالرزّ الخليجي، والرزّ الخليجي هي عملة طاهرة، ظهرت في إطار الحرب ضد الربيع العربي.
هذا ولي طائفة من تأويل العملات الأخرى، لكن أكتفي بهذا ولمن رغب عليه أن يدفع لي… أتريدون الضّحك بالمجان؟! تبّا ! ادفعوا لي بعملة الفسابكة : البيتكوينز (تعليق وإعجاب ومشاركة أو نقد واعتراض)!
✍🏽 #بشير_العبيدي | ذو الحجة 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا|
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.