توفيق رمضان
حوالي الحادية عشرة صباحا من يوم 25 جويلية ذكرى عيد الجمهورية يأتي خبر وفاة السيد الرئيس، ورغم الوقت الذي حصلت فيه، فنحن على أبواب انتخابات تشريعية ورئاسية وعلى ايقاعات جدل كبير بخصوص تنقيح القانون الانتخابي ومسألة الامضاء من عدمها ينسى الجميع كل ما هو سياسي ويحضر الانساني بامتياز. الكل يترحم عليه ويبكيه أنصاره ومعارضوه.
رغم رهان بعض السكارى من شرب بول البعير على خلق الفوضى وطرح أسئلة لا تطرح أصلا من قبيل أي سيناريو في تونس بعد وفاة الرئيس ؟ السيناريو معلوم مسبقا يا فتية دار الندوة، هل نسيتم أننا أصحاب أول دستور سنة 1861، هل نسيتم دستور 1959 والفصلين 56+57، هل نسيتم دستور الثورة… فالمسألة عندنا منظمة منذ أكثر من نصف قرن لذلك لم نفزع ولم نرتبك. فرئيس مجلس النواب يتسلم مقاليد الرئاسة وهيئة الانتخابات تواصل قبول القائمات التشريعية وتعلن عن موعد الدور الأول من الرئاسية، إنه الدرس التونسي حقا.
المؤلم في وفاة الرئيس هو انكشاف حقيقة بعض التعساء الذين خلناهم منا وإلينا، منهم من هو مسيس ومنهم من هو حقوقي هذا دون الحديث عن بعض العوام، رأينا منشوراتهم التي تقطر حقدا وكراهية فلا هم عظموا مصيبة الموت ولا أعلنوا نهاية الخصومة مع الرجل فكل الخلافات تنتهي بالموت. المؤسف أن وصل الحقد ببعضهم أن كفر الرئيس وهو ميت وهذا ما فعله الخوارج قديما، هذا الخطاب فيه دلائل عدة على أن معركتنا مع الارهاب لازالت متواصلة فالفكر المتصلب وأنصار الجهل المقدس يعيشون بيننا ويتزوجون منا ويأكلون ما نأكل ويشربون ما نشرب ومع ذلك لا يفكرون كما نفكر ولا يعتقدون ما نعتقد ولا يؤمنون بما نؤمن.
الرجل مات يا قوم فهو في دار الحق ونحن في دار الباطل كما يقول الأجداد، لا نملك إلا أن نترحم عليه ونرجو له المغفرة، فلا هو شيطان ولا هو ملاك ولا نحن من ندخل الناس الجنة او نلقي بهم في النار.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.