تدوينات تونسية

متى تعلن الدّولة التونسية الحرب على الإرهاب ؟!

عبد اللطيف علوي

قد يبدو السّؤال غريبا للوهلة الأولى، فما الّذي تفعله دولتنا إذن منذ سنوات في الجبال والكهوف وماذا كانت إذن ملحمة بنڨردان والاعتقالات والاختراقات وكلّ العمليّات النوعية الأخرى التي قتل فيها العشرات من الجرذان وسقط فيها الشّهداء من الأمنيّين والعسكريّين والمدنيّين على حدّ سواء؟!
الجواب بسيط: تلك حرب على الإرهابيّين وليست على الإرهاب.
الكمائن والمواجهات المسلّحة والعمليّات الاستخباريّة وترصّد المموّلين والمتعاطفين والممجّدين، كلّها تدخل في إطار الحرب على الإرهابيين وليس الإرهاب.
الإرهاب ظاهرة معقّدة تنطلق من عقيدة رفض الآخر وتتطوّر إلى أن تصبح نقمة وعداوة على الآخر ورغبة في استئصاله.
الدّعاية الإعلامية السوداء التي تقوم على خطاب الكراهية وتغذّي في نفوس فئة من الشباب الشعور بالمظلوميّة والاضطهاد هي محرّك من محرّكات الإرهاب.
عدم احترام حقوق الإنسان في تعامل الدولة مع المواطن واستمرار صورة الدولة المتسلّطة هو من محرّكات الإرهاب.
التّطبيع مع الفساد والحڨرة والتهميش هو من محرّكات الإرهاب.
افتعال معارك الهوية والمقدّسات من طرف زمرة يسارية حاقدة من محركات الإرهاب.
فتح الحدود للمخابرات الأجنبية وتركها تصول وتجول كأنّها في غرف نومها، وغياب سيادة الدولة هو من محرّكات الإرهاب!
جميل جدّا ما تفعلون، النجاح في مطاردة العناصر الارهابية والقضاء عليهم عمل رائع لا نملك إلاّ أن نحيّي عليه قوّاتنا وشعبنا، لكنّ ذلك ليس هو الحرب على الإرهاب! إنّما هو مجرّد حرب على الإرهابيين.
المشكلة أنً هؤلاء الإرهابيّن هم مجرّد عشرات معزولة في الجبال والكهوف، وسوف ينتهي أمرهم عاجلا أو آجلا، بالسجن أو القتل، ومن لم يمت بالرصاص سوف يقتله الجوع والأفاعي والأوبئة!
لكنّ الجبال والعشوائيّات ستظلّ تفرّخ الإرهابيّين جيلا بعد جيل، ما دامت الأسباب قائمة، والعلاج كمن يداوي ورما خبيثا في الدّماغ بحلاقة الشعر من الجذور.

#عبداللطيفعلوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock