تدوينات تونسية

فيل "أبرهة" و فِيَلَة "ترومبْ" وتسويق الرعب

عبد القادر عبار

1. بين أبرهة صاحب الفيل وترومب صاحب الفيلة.. رحِمُ حقْد رهيب على المقدس الإسلامي.. استعملا لتنفيذه وتحقيقه “سلاح الفيل” وهو احدث وأعجب وأشرس المعدات الحربية التدميرية قديما وحديثا ففيل أبرهة دابة من لحم ودم وممن تمشي على أربع وفيلة ترومب فيلة تقنية عائمة وطائرة.. حاملات الطائرات الرهيبة لنكولن وروزفلت والمقنبلة العملاقة B52.. هدفهما واحد وهو تسويق الرعب وإذلال العرب.
2. هما يختلفان في الخلقة:.. فأبرهة حبشي اسود، غليظ الشفتين، أجعد الشعر. وترومب أشقر، مسطح الشفتين، انسيابي الشعر، ولكنهما يشتركان في سيّء الأخلاق.. الكبر والصلف والعنجهية والعدوان.
3. كلاهما كان حريصا على وضع بديل ضرار لصرف الناس عن الإسلام الرمز فأبرهة قد غاضه أن ينجذب العرب إلى الكعبة تعظيما وتطوافا فبني معبده “القليس” حطم في تصميمه وبنائه وزخرفته الرقم القياسي في مشاريع عمران عصره وأرسل في المدائن حاشرين يروجون لزيارة معلمه.. ولكنه لم يظفر بمبتغاه فغاضه أن يتمسك العرب بكعبتهم ولا تغريهم كعبته… ومما أجّج حقده وعزمه على الانتقام هو استفزاز احد الأعراب الغيورين على بيت الله والذي زار “القليس” كعبة ابرهة فدخلها على حين غفلة من حراسها فبال فيها وتغوّط تدنيسا لها وتحقيرا فقرر ابرهة أن يقوم بعمل عدواني وحرّك أسطوله ليؤدب العرب. استدعى المتعجرف أبرهة من محمية “ناشيونال جيوغرافيك” أضخم فيل فيها وأشرسها لقيادة حملته عسكرية لا قبل للعرب بها.
4. ولتأديب وردع من يظن نفسه من العرب انه “عبد المطلب” زمانه الذي تجرأ على أبرهة لاسترداد إبله منه وخاطبه قائلا “أنا رب الإبل وللبيت / الخليج.. رب يحميه.. استدعى ترومب أسطوله الجوي والبحري وأمر بتحريك حاملات الطائرات “لنكولن” ليئن تحت ضغط حمولتها التدميرية صدر المحيط والبحر.. وأذن بتشغيل محركات دينصور الجو المقنبلة الإستراتيجية B52 لتلبّد سماء الخليج بظلها المخيف.
5. وكما تطوع لأبرهة من خصيان العرب قوّاد لعنه التاريخ يحمل اسم “ابو رغال” أصبح رمزا للخيانة الوطنية، حتى كان ينعت كل خائن عربي “بأبي رغال”. كما أضافت العرب (قبل الإسلام) الى شعائر الحج شعيرة تتمثل في رجم قبر “أبو رغال”…
كذلك تطوع مجانا لترومب من غلمان الساسة العرب من تكلف بمصاريف علف الفيلة وتامين مقيلها ومبيتها مما شجع ترومب على حشر المزيد من الفيلة.. وهو مطمئن على أن لا طير أبابيل للخليج يرسلها لتوقف سيرها وتصدها عن نشر الرعب..
6. والمؤسف.. ان في الغرب أكثر من نسخة لأبرهة في حقده وتخطيطه.. ولكن ليس للعرب نسخة من “عبد المطلب” في جرأته على المعتدي.. الا ان لهم اكثر من نسخة للخائنين مثل أبي رغال..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock