الأمين البوعزيزي
في مجتمع لم يخرج بعد من التخلف الديموقراطي… في مجتمع يبني ديموقراطيته حجرا حجرا… بعيدا عن وهم “الانتقال الديمقراطي” الذي يردده الساذجون… فالانتقال الديموقراطي يتوجب أن يكون النظام أو الحزب الحاكم شريكا في الانتقال كما حدث ذلك في دولة جنوب افريقيا واسبانيا… أما في تونس فقد جرى دم الشهداء في الشوارع لفرض الديموقراطية!!!
في فترات كالتي يعيش فيها بلدنا حيث تم فرض الديموقراطية عبر الثورة ولم تسل دماء أعدائها بل دماء ابنائها… ديموقراطية لم تنخرط فيها المنظومة لا طوعا ولا مشاركة بل فرضت عليها فرضا… لا يمكن الركون إلى المثاليات بشكل ساذج… الديموقراطية مثلما فرضناها بغير شروطها التاريخية واجب حراستها بغير شروطها التاريخية… واجب تشربعات تسد الباب في وجه أمراض الديموقراطية (الشعبويون والفاشيون).
الديموقراطية تحمي شروط ديمومتها أيضا… ومن شروط ديمومتها تحصينها من التوظيف السلطوي لأجهزة الدولة المادية والرمزية لخدمة الماسكين بالسلطة…
————– اعداء الديموقراطية يسطون عليها نعم؛ لكن يتباكون عليها هذا كذب… كفى بلاهة!!!
#معركةبناءالديموقراطيةوتجذيرهامعركة_مركبة.
الثغرات القانونية التي نفذت منها المافيا للسطو على الثروة والسلطة وترذيل الثورة والديمقراطية؛ يؤكد حجم تهافت مجلس الخديعة 23 أكتوبر 2011:
• دستور رأس حصان… صحيّن تونسي (حلو على مالح على مطبوخ على نيء)… كل من اشتهى شهوة حطها في الدستور… والنتيجة #مغص_سياسي وتقيؤ لثورة حولتها نخبة المناقرة والبافلوفية إلى كابوس😴
• أمراض الديموقراطية لا يعني رمي الطفل بغسيله؛ إذ تظل الديموقراطية الأسلوب الوحيد الذي يحافظ على تدبير الشأن العام تدبيرا متمدنا بعيدا عن السطو الفاشي بإسم الله أو الخبز أو الوطن أو الوثن… أمراض الديموقراطية تُتجاوز بتجذير الديموقراطية لا بالسطو عليها وتأميمها…
آش معناها #تجذير_الديموقراطية؟
• أن تكون الديموقراطية الشكلية (النيابية) تحت الرقابة المباشرة للديموقراطية الجذرية (تشربعات تمكن الناخبين من سحب الثقة قبل نهاية العهدة النيابية) وهو أمر غائب حد اللحظة في الديموقراطية. مما يسبب تسيبا وخيانات وبيعان وشريان في صفوف من تم انتخابهم؛ ونفورا وعزوفا ومقاطعة ويأسا بلا جدوى الديموقراطية في صفوف الناخبين. مما يفتح الباب أمام خيار الشعبوية الفاشية المغامرة التي تجد قبولا لدى المحبطين خصوصا في مجتمعات التخلف الديموقراطي الطويل. وخيار العنف لدى نخب عاجزة عن التجذر المجتمعي رغم خطابها الإجتماعي…
• الديموقراطية المفتقدة لشروطها التاريخية التي لن تتكرر؛ لا يعني ارجاؤها بإسم عدم جاهزية المجتمع كما يهرف السلطويون العلمنجيون؛ بل يعني سد الثغرة بإرادة ديموقراطيين يفرضونها (وهذا تم بقوة الثورة) ويحرسونها ببسالة ديمقراطيين لا يؤمنون بها طورا ويكفرون بها أطوارا…
• الديموقراطية لا تطلب لذاتها؛ فهي ليست ترفا نخبويا كما يهرف أعداؤها؛ بل هي الأسلوب الأمثل لصون الأوطان والمجتمعات من الإذلال الوطني والإجتماعي… بعد أن فشلت كل “التجارب الثورية” والاستبدادية الفاشية (علمنجية كانت أم دينية)؛ في صون حتى سلامة الأوطان ووحدة المجتمعات.
• الديموقراطية دون خيار اقتصادي إجتماعي تضامني؛ فوضى عارمة تطلق العنان للمافيات للسطو على كل شيء…
✍الأمين البوعزيزي
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.