ليلى حاج عمر
مازالت الفلسفة هنا مجرّد امتحان يخوضه التلاميذ برهبة وينسون إثره كلّ الدروس ولم تتحوّل إلى ممارسة يعيشها العقل للتحرّر والانطلاق. بل مازال التفلسف تهمة نوجّهها لمن نروم إسكاته “شبيك تتفلسف”، وما زال أقصى سؤال فلسفيّ لدينا سؤال البيضة والدجاجة ولو على سبيل التندّر.
مازال العقل هنا لم يطرح أسئلته الحقيقيّة العميقة إنّه عقل لا يفكّر بقدر ما ينقل وينسخ ويردّد ولعلّه مازال سابقا لأوانه الحديث عن عقل فما زالت المواقف انفعاليّة غرائزيّة في كثير من الأحيان وهو ما يجعلنا نعيد النظر في تأثير درس الفلسفة هنا في الأجيال المتعاقبة. الدّرس الذي أرى له أولويّة على دروس كثيرة وأعتبر تدريس الفلسفة منذ السنوات الأولى في الثانوى أمرا ضروريا لا لتعلّم التفكير وإنتاج المعنى فحسب بل لمحاورة النفس العميقة والالتقاء بها وبناء أفق لها، وأيضا لصياغة وجودنا المشترك وفق تصوّر إنساني عميق.
في ليلة امتحان الفلسفة أبحث في هذا الوطن عن أثر الفلسفة فلا أجد إلّا القليل. إنّه وطن فقير فلسفيا وهو فقر نراه في عقم الفكر والسياسة. لعلّ الطريق مازال طويلا كي نفتح ثغرة ضوء في ذهنية لاتزال مطمئنّة إلى ما ترسّب فيها ولاتزال غير قادرة على المساهمة في كتابة سرديّة الكون الجديدة.
كلّ أمنيات النجاح الجميلة لتلامذتنا، كلّ الأمنيات بجيل قادر على التفلسف دون رهبة. على الحياة بكلّ رغبة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.