الشاهد على خطى بن علي والسيسي في الانتخابات..!!!
عبد اللّطيف درباله
بقطع النظر عن رأينا (السلبيّ) في نبيل القروي.. كشخص وفكر وممارسات وتاريخ إعلامي وسياسي ومالي..
فإنّ محاولة يوسف الشاهد منعه من الترشّح للانتخابات الرئاسيّة باقتراح حكومته وكتلته في البرلمان فصل جديد مفصّل على القياس في القانون الانتخابي.. وذلك أربعة أشهر فقط قبل يوم الاقتراع.. ينصّ على منع من له قناة تلفزيّة من الترشّح للانتخابات.. لأنّ نبيل القروي أصبح يسبق الشاهد في استطلاعات سبر الآراء عن نوايا التصويت في الإنتخابات الرئاسيّة القريبة.. هو تهريج وفضيحة سياسيّة في دولة أصبحت ديمقراطيّة..!!!
وهو أمر يدلّ على روح وفكر الشاهد.. واستفحال معضلة تعطّشه للسلطة.. واستعداده لفعل أيّ شيء للاستحواذ على الكرسيّ والبقاء في الحكم..!!!
ولو كان الأمر بيد يوسف الشاهد.. لفعل غالبا مثلما فعل الديكتاتور عبد الفتّاح السيسي في مصر.. الذي لفّق تهمة لكلّ من أعلن ترشّحه ضدّه للرئاسة في انتخابات 2018.. وسجنه..!!!
لكنّ الشاهد العاجز حاليّا.. بسبب الوضع السياسي في تونس اليوم.. عن أن يفعل مثل السيسي ويقصي منافسيه بقوّة القضاء والأمن.. يحاول جاهدا في المقابل أن ينتهج طرق الديكتاتور زين العابدين بن علي ليقصي منافسيه بوسائل ملتوية.. وبطرق تظهر “أنّها قانونيّة”..!!
وهي نفس الطرق التي كان يظهر “أنّها قانونيّة” و”دستوريّة”.. وكان يستعملها بن علي ضدّ معارضيه..!!
من ذلك مثلا التنقيح الشهير للقانون الانتخابي والدستوري الذي فصّله بن علي على القياس فقط لحرمان أحمد نجيب الشابي من الترشّح ضدّه في الرئاسيّة..!!!
لكن لو استقرّ الوضع ليوسف الشاهد في الحكم لخمس سنوات.. ووجد معه كتلة برلمانيّة ذات أغلبيّة في مجلس النواب.. لأسّس على الأرجح منظومة جديدة يقصي بها معارضيه ومنافسيه..!!
فالرجل لديه استعداد لذلك كما يظهر ويبدو..!!!
يمكن ليوسف الشاهد و”صنّاعه” في البرلمان أن يفصّلوا القوانين لحرمان منافسيه الذين يفوقونه شعبيّة في عمليّات سبر الآراء..
فيفصّلوا مثلا قانونا يمنع كلّ صاحب قناة تلفزيّة من الترشّح للرئاسة.. لإقصاء منافسه نبيل القروي..!!
ويفصّلوا مثلا قانونا لمنع أساتذة القانون الدستوري من الترشّح للرئاسة.. لإقصاء منافسه قيس سعيّد..!!
ويفصّلوا مثلا قانونا لمنع رؤساء الجمهوريّة السابقين ولو مؤقّتا من الترشّح للرئاسة.. لإقصاء منافسه المنصف المرزوقي..!!
فإن خرج على يوسف الشاهد منافسون آخرون يغلبونه.. يمكن له و”صنّاعه” أن يفصّلوا أخيرا فصلا جديدا في القانون الانتخابي يشترط أن يكون كلّ مترشّح للرئاسة اسمه “يوسف الشاهد” وجوبا..!!!