الإثنين 25 أغسطس 2025
عمار جماعي
عمار جماعي

إلى “يمّة” بُعيد الإحتفال

الخال عمار جماعي

ها نحن ذا وحدنا الآن “يمّة” بلا ضجيج.. وإنّي مرتبك لأنّك لم تتمهّلي حتى نحتفل معا بعيد الأمّهات بلا بهرج.. فمن لي الآن بكسرة تنضجينها فنحتفل أو بسيسة من زوّادتك فنبالغ في الفرح الطفولي أو حتّى كأس شاي سيرلانكي تمدّينه فأعجب لجمال الوشم في يدك ؟.. هكذا نحن الفقراء لا نحتفل إلاّ بالطعام، فهلاّ مددت يدك الكريمة لأقبّلها فرائحتها بعد عجن الكسرة ذكيّة وأنا الآن مرتبك لأنّي لا أجد ريحك عند أحد.

ها نحن ذا وحدنا الآن “يمّة” إلاّ ما يأتيني من طيب جنّتك أيّتها البتول كمريم أو ما تراءى لي من بسمة الثغر اللذيذة كلّما طلبت حضنك ورائحة السّخاب والمحلب وقولك: “ماكش باش تكبر يا ولد؟”.. وحدنا كشجر الطّلح ولا شيء إلاّ ما يداعب به الريح غصنينا فنترع ونقرر أن نحتفل بعيدك فتقولين: “أنت قلب أمّك يا ولد” فأقول: “أنت إختصار لكلّ النّساء فهيّا غنّني”.. تنزلق حنجرتك بتباريح في مقامات الوجد فأبكي.. تضحكين من سخفي وتقولين: “مالك يا ضناي؟”.. فأغصّ بالشهقة وأكتم.. فلله درّك كيف تفهمين ما بي ؟
ها نحن ذا وحدنا الآن “يمّة” وقد رحل كلّ المهنّئين وهدأت عاصفة التصفيق فضمّيني إليك كسنبلة في عام أعجف وداعبي شعري كما الأمس فمولاك يفهم في المحبّة.. ولا تتركيني للشوق فهو ذابح “يمّة”. سأقول لك ما قاله شاعر في مثل مقامنا: “إنّ طرفا لا أراك به أعمى” فهو عندي بليغ ولكنّه أبلغ لو جعله دعاء بالعمى فلست قتيلة شوق إنّما أنا القتيل.. فتعالي نحتفل بعيدا عن الشعراء..
هانحن ذا وحدنا ومولاك يعلم ما بنا فبلّغيه أن لا يأخذني بطيشي وسخفي وعجزي فأنا مستطيع بك فمن لي بعدك “يمّة” يرأف بي ويأخذ بيدي ويجعلني أحتفل بالكسرة النّاضجة ؟
أحبّك وأعلم أنّك عند مولاك تسمعين بوحي..
“الخال”


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عمار جماعي

عبد الله المعياري.. و”الأمغاط”

الخال عمار جماعي كنت أقف بجانب عمّ عبد الله حين سمع الجملة: “كان ما درت …

عمار جماعي

“عبد الله المعياري.. وحديث الشبردق”

الخال عمار جماعي حين خرج عبد الله المعياري من قيلولة فاترة ونظر من الباب ليستجليَ …

اترك تعليق