زهير إسماعيل
ما عرفته كلية الآداب بمنوبة بلطجة وإرهاب طال الجامعيين وضيوفهم في ندوة علمية تنظمها إحدى وحدات البحث* بالكلية.
ما عرفته منّوبة فضيحة في حق كلية منّوبة وتاريخها العلمي وإسهامها المعرفي والأخلاقي. ومن المثير للسخط ما أجمع عليه الحضور ومنظمو الندوة من تواطؤ عميد الكلية وبعض الأساتذة. وقد روى لي عضو بالوحدة أنّٰ العميد تغيّب عن الكلمة الافتتاحية التي أسندت له، بعد موافقته، وهي ليست المرة الأولى، وتعمّد عدم تمكين المنظمين من وسائل التسجيل والتوثيق بحجة تعطّبها. وكان شاهدا على الاعتداء واكتفى بالقول : ما عندي ما نعمللهم.
عميد الكلية هو المسؤول الأول عن سير الأنشطة العلمية وسلامتها وأمنها لا أن يقف متفرجا على اعتداء يطول زملاءه وعددا من أساتذة كليته، والمطلوب أن يتم التحري في كل ما أتاه وكل ما صدر عن العصابة التي اقتحمت قاعة المحاضرات حسن حسني عبد الوهاب أين كانت تدور الندوة، وأن يرفع كل هذا إلى الجامعة والوزارة، وربما حتى إلى جهات قضائية ليتحمل كل مسؤولية فعله.
المطلوب تعرية كل ما جرى في كل ما يتاح من المنابر الإعلامية والأوساط الأكاديمية في الداخل والخارج، واتخاذ الإجراءات الضرورية من قبل وحدة البحث ضد كل من يثبت تواطؤه ومشاركته في تعطيل أشغال الندوة والإساءة والاعتداء على الأساتذة المحاضرين والضيوف.
الندوة جزء من نشاط الكلية العلمي ومنع تواصلها والاعتداء على المشاركين فيها لا يختلف عن تعطيل الدروس العادية بغير وجه حق ولا عن الاعتداء على الأستاذ أثناء الدرس.
كان خطأً سكوت منظمي الندوة عن خروج الضيف نزولا عند رغبة كمشة من الجهلة لا صفة لهم . وحتى إن كان هو المبادر بالخروج تفاديا للتوتر، فإنّ الموقف الوحيد هو الإصرار على بقائه وإفهامه أن الأمر يتجاوزه وأنّهم هم والكلية والجامعة المعنيون بكل هذا الاعتداء قبل أي جهة أخرى.
فالرجل ضيف على الندوة والكلية وإن لم يكن من المدعويين. وما كان لهم أن يدخلوا في نقاش مع هذه الحثالة، ولا شيء غير إخراجهم وتحميل العميد المسؤولية، وإذا تفصّى من مسؤوليته يكون الاتصال برئيس الجامعة فالوزير. مع الأسف لم يكن التصدي لهذا العدوان بالطريقة المطلوبة. وددت لو كان هناك إصرار لا تهاون فيه على تواصل الندوة.
المفروض أن تشعل كل الأضواء الحمر وأن ترفع القضية إلى أعلى المستويات، فمثل هذا لا يمكن السكوت عنه.
ننتظر مواقف من الجامعيين والأكاديميين من أساتذة وعمداء ورؤساء جامعات ونواب شعب وأحزاب ونشطاء سياسيين ومنظمات حقوقية ونقابية.
تضامني الكامل مع السيدين على العريض وعبد الحميد الجلاصي ضيفيْ الكلية، وكل الدعم للزملاء في وحدة البحث: الظاهرة الدينية في تونس.
*وحدة البحث : الظاهرة الدينية في تونس، وشُرِّفت بأن كنت عضوا مؤسسا مع زملاء أفاضل.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.