تدوينات لحرية الرأي وثقافة الحوار
عبد اللّطيف درباله
برغم كلّ التجنيد الإعلامي والدعم والتحشيد والبروباغندا التي تعمل لصالح يوسف الشاهد والنفخ فيه.. فإنّ إلقاء نظرات بسيطة على ردود الفعل عن خطابه التلفزي الأخير.. تدلّ وزيادة على أنّ الغالبية العظمى من الشعب التونسي لم تتفاعل إطلاقا مع خطاب الشاهد..
ولم تصدّق كلامه..
ولا تعطيه قيمة سياسيّة تذكر..!!
ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي تراوحت عموما بين التجاهل واللاّمبالاة.. وبين التهجّم والنقد والسخرية..
حتّى وسائل الإعلام الموالية ليوسف الشاهد.. والتي تدخل ضمن جوقته التطبيليّة المجنّدة من فريقه الإعلامي.. والتي تحاول ليلا نهارا الترويج للشاهد باعتباره الزعيم المناسب لإصلاح البلاد والنهوض بها بعد التصويت له في الانتخابات القادمة.. بدا واضحا أنّها فشلت في صنع شعبيّة له حتّى لدى جمهورها المبتلى بها..!!
فلو شاهدت مثلا فيديو النقل المباشر لخطاب الشاهد على موقع راديو “موزاييك اف ام” الموالية عموما لرئيس الحكومة.. لهالك حجم النقد والردود والتعليقات السلبيّة.. وحتّى السبّ والشتم لشخص يوسف الشاهد.. والتي تفوق 95% من حجم التعاليق..!!!
قناة الحوار التونسي الموالية بدورها لرئيس الحكومة.. نظّمت سبر آراء على صفحتها على الفايسبوك عن ما إذا كان خطاب الشاهد أقنع الناس أم لا.. وكانت النتيجة بعد يومين وتصويت أكثر من 15 ألف شخص أنّ 88% من المستجوبين لم يقنعهم خطاب الشاهد..!!!
وهذه عيّنات ساطعة فقط.. ويوجد غيرها الكثير في عقر إعلام جوقة الشاهد..!!!
أمّا عن ردود الأفعال في مواقع الانترنت وبعض وسائل الإعلام المعارضة بطبيعتها للشاهد.. فحدّث ولا حرج..!!!
خلافا لكلّ عمليّات التجميل السياسي..
والبروباغندا الفجّة الزائفة..
وأبواق الدعاية الإعلاميّة الكاذبة..
فيبدو أنّ فشل وعجز يوسف الشاهد وفريقه الحكومي أصبح واقعا مرّا يشعر به غالبيّة التونسيّين في حياتهم كلّ يوم.. بشكل يعجز معه الجميع عن تكذيب أنفسهم وتصديق الدعاية المغلوطة.. والأرقام “المضروبة”..!!!
وعي شعبيّ مثير للإعجاب..
ونتمنّى أن يتجسّم فعلا يوم التصويت في الإنتخابات.. سواء مع يوسف الشاهد وحزبه الهجين..
أو مع كلّ الشخصيّات والأحزاب الأخرى التي أذاقت الشعب التونسي الفشل والمرارة والتردّي قبل وبعد الثورة..!!!
محامي وكاتب تونسي
