الثلاثاء 24 يونيو 2025
عمار جماعي
عمار جماعي

"عبد الله المرهّز" يلاعب تاريخ البلاد..

الخال عمار جماعي
من سوء حظّ “عبد الله المرهّز” أنّ كهولته قد وافقت هذا الزمن الرّخو في تونس الحاضرة فكأنّه كان يعلم سوء طالعه منذ أن وافق مولده موت جحش كانت تربّيه أمّه وتربط له أذنيه فجاءتها النساء يعزّينها في الجحش !.. ولهذا لا يخجل “عبد الله” من ثقب شحمة أذنه ويقول: “جحش أمي كان مثقوب الأذنين !!”.. ويعدو رافعا أنفه للريح.
مرّت عليه الجوائح وحوادث الأيام كلّها ولم تترك إلاّ ضربة حافر في وجنته وعضّة كلب في “غاديكه” ولكنّه كان صلبا في ضرب أقرانه وإفتكاك خبزهم المغموس في الشّاي ! ولهذا أيضا لم يخجل “عبد الله المرهّز” حين استولى -بإيعاز من والد زوجته “الحرس”- على نصيب ابن عمّه من “برغل الدولة الوطنية” زمن الفرح التعاضدي.. ولكنّه فشل في إثبات أنّ أباه كان مجنّدا فرنسيّا.. فسبّ “بلاد العكري” وإلتحق بالشّعبة..
عرف عبد الله ما معنى أن تكون الدولة “مرهّزة” منذ أن وضعته في إحدى إنتخاباتها “أمينا” على الصناديق وجاءته بالبطاقات الحمراء ليدسّها هناك.. فتذكّر حجش أمّه وقال في نفسه: “مات حجش ليولد جحش آخر من أجل الدولة !”.. وتعلّم التدخين وشرب “قهوة الفيلتر”.. واللعب بأصبعه !!
دالت الأيام للشّعب الكريم فخجل عبد الله المرهّز من عاره القديم وعرف أنّه سيقع.. فضرب زوجته التي تزوّجها بعد أن وشى بإبن عمّه إلى أبيها “الحرس” فأعطاه البرغل وإبنته، لأنّها لم تنبّهه إلى “الشعب يريد”.. وغاب أشهرا عن الأعين الراصدة !!
سمع عبد الله في الأخبار أنّ شيئا ما يحدث فصدّقه لأنّه لمح وجوها متهدّلة صفراء قديمة يعرفها.. كان يسعى عندها بالأخبار.. فنهض من بياته الشتوي الطويل.. وخرج للشارع وظلّ يعدو رافعا أنفه للرّيح ويصيح: “الجحش لم يمت.. الجحش حيّ”..
ويقال أنّ “عبد الله المرهّز” قد رأوه في التلفزة يحلّل الأوضاع الأمنيّة بإعتباره خبيرا في الإقتصاد !!
” الخال “


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عمار جماعي

عبد الله المعياري.. و”الأمغاط”

الخال عمار جماعي كنت أقف بجانب عمّ عبد الله حين سمع الجملة: “كان ما درت …

عمار جماعي

“عبد الله المعياري.. وحديث الشبردق”

الخال عمار جماعي حين خرج عبد الله المعياري من قيلولة فاترة ونظر من الباب ليستجليَ …

اترك تعليق