تدوينات تونسية

في مسألة قيام بورقيبة بتنحية القمل من رؤوس المواطنين

محمد بن رجب
هناك عدد كبير من احباء بورقيبة وهو في قبره (ما كانوا يحبونه وهو حي في الاقامة الجبرية بالمنستير) يؤكدون ان بورقيبة نحى القمل من رؤوس التونسيبن بالفلاية في بداية الاستقلال.. وفي الستينيات.. وهم معتزون بذلك ويرددون هذه المعلومة التي يستعملونها وكانها خبر حدث بالامس.. وكأنهم اصطادوا الاسد وقادوه من اذنيه.
اريد ان اعلمهم ان تنحية القمل في تونس لم يكن قرار بورقيبة بل ان فرنسا بدأت بتنحية القمل من رؤوس التلاميذ في المدارس الابتدائية في كامل الجمهورية قبيل الاستقلال بالتزامن مع الحرب على القمل في فرنسا نفسها.. نعم بالتوازي مع تنحية القمل في فرنسا نفسها فقد كان القمل موجودا بكثرة في العالم وخاصة في الدول الفقيرة او في المناطق الفقيرة في الدولة الغنية جدا… ففي الدول الغنية في ذلك العهد مدن كبرى كانت تطوقها مدن قصديرية مثل باريس.. ولندن.. وروما…
ثم ان المنظمة الدولية للصحة قدمت منحة مالية وعينية لبورقيبة مع بعث عدد من الخبراء والتقنيين الطبيين الى تونس لمحاربة القمل على اساس انه ليس مجرد اوساخ مقلقة بل هو ناقل للامراض والاوبئة وقد حاربت تونس/ بورقيبة وباء الكوليرا بالتعاون مع المنظمة الدولية للصحة وفرنسا.. وذلك بتوزيع ملايين الاقراص الصفراء التي تحمل اسم كينيا مع حرق ادباش المرضى والتعويض عليهم بلباس قادم من امريكا مع مجموعة من اعانات في التغذية تدخل تونس في اكياس وصناديق مكتوب عليها هدية من الشعب الامريكي الى الشعب التونسي. وللعلم فان هذه الحملة الطبية والاجتماعية من المنظمة الدولية للصحة وامريكا شملت ما لا يقل عن مائة دولة في العالم بعضها مازال انذاك تحت الاستعمار الفرنسي او الانقليزي…
وهكذا… على من يروج الدعاية السياسية التي لم يعد لها اي معنى اليوم وليس لها اي مبرر الا مساندة الباجي في حكمه ان يضعها في اطارها التاريخي.. وينظر في الامر من كل جوانبه… وعليه ان يتاكد ان الباجي بعد ان يخرج من القصر الرئاسي لن يذكر بورقيبة ولن يذكره ابنه حافظ ايضا. فبورقيبة بالنسبة لهما ماعون خدمة وقريبا يفرغ الماعون ولن يكون صالحا لاي شيء…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock