عندما يكون العبير بلا طيب.. و موسى بلا عصا !
عبد القادر عبار
لان أولياءها -للأسف- قد أهملوا تطعيمها باللقاحات الضرورية عند ولادتها رغم علمهم بالتلوث البيئي الذي يكتنفها وقصّروا في حراستها رغم علمهم بشراسة زواحف الأحراش الدولية السامة التي تتربّص بها وتُحرّك ضباعها لتمزيقها وافتراسها.. فان الثورة قد أصبحنا نراها يسومها كل مفلس ويستفزها كل زنيم ويطمع في إذلالها واستغلالها كل لقيط وعربيد..
وكأنّ ولادتها لم تكن عسيرة ولم تسل فيها دماء من رحم وطن منهك أتعبه الانتظار.. إذ يكفي أنها لم تأت إلا بعد عقم امتد 53 عاما بلغت فيها القلوب الحناجر من الهمّ والغمّ والمعاناة والاستضعاف.. وأنها لم تنضج من مرحلة النطفة إلى مرحلة المضغة المُخلّقة ولم تُكْسَ عظامها لحمًا ثم لم تستوِ جنينا استحقّ نفخ الروح فيه. الا بعد معاناة طويلة وانتظار وخوف وقلق واصطبار وتصبر وصبر.. ليكون كل ذلك حافزا ودافعا لأولياء هذه الثورة اليتيمة حتى يحفظوها من طيش الحاقدين ويهتموا بحمايتها من طمع مرضى الإيديولوجيات المثقوبة.
والحُرّ تكفيه الإشارة.. ولا يحتاج إلى تمطيط العبارة :
فمؤسف ما نراه من جولات حمقاء واستفزازات خرقاء وتهديدات بلهاء ووعود رعناء ممن ليس في عبيرها طِيبٌ ولا لِمُوساها عصا.. وهي تستخفّ قومها بنفخها في شعارات سخيفة وتقريبها لقرابين جيفة، لتُوهِم الرعاع منهم وتقنع الأتباع بأنها تستطيع بلمسة منها بذراعها الملساء أن تضرب حجر الوطن فتنفجر منه عيون العسل والخير والتنمية والعدالة والمشاريع.. يشرب منها المحرومون ويستقي منها المواطنون ويغرف منها العابرون ويشتغل عليها المعطلون.. ويحسدنا عليها خليج النفط.
ولأنها بنت أبيها الهارب وترنو أن تكون “عليسة جِنْيُورْ” فقد وعدت بان تعيد “من لا يجوز ذكره” إلى قرطاجه ليستانف استبداده بعد أن تمنّ عليه بعفو لن ينجز أبدا لأنه من وعود العبيد وليس وعدَ حرّ، كما تتمنى (واللّي يتمنّى خير مِ اللّي يستنّى) ان تكون “بلقيس” زمانها ولكن على النقيض من صاحبة العرش العظيم في تفعيل الديمقراطية فهي لن تتبنّى شعار “ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون” ولكن شعار ها المفضل “والأمر إليك” وعليه فإنها ستطرد بحزم كل “هدهد” يحوم حول عرشها، بل ستحرّم تحليق الهداهد في مجالها الجوّي.. وتضغط على “تويتر” من أجل حذف كل تغريدة تلمزها من قريب أو من بعيد أو تتعاطف مع “الهدهد” والهداهد.
• يقال أن لكل شخص من اسمه نصيب.. غير أني لا أرى تحقُّقَ ذلك في قضية الحال فالاسم رغم رقرقة ألفاظه قد عصى القاعدة وشذّ عنها فظل عقورا عقيما وكما يقال: إذا سألتم الله فسألوه البَخْت..