الخميس 6 فبراير 2025

الحقد المؤدْلج والمدجّج

عبد القادر عبار
للحقد المؤدْلج والمدجّج جرأتُه وفنونُه.. شواهد مقزّزة 
لعل أبلغ تعقيب وأصدق تعليق قرأته عن مجرم مسجد الجمعة بنيو زيلاندا هو ما كتبه الدكتور “مطلق الجاسر” الذي أشار الى أن السفاح اليميني المتطرف بتصويره للجريمة قد فوّت على الإعلام التشكيك في حصولها.. وبالتالي لا يخدعننا أحد من مرتزقة التعتيم وخبراء التبرير بكونها فوتوشوب أو لعبة من اللعب الالكترونية.. كما فوّت على المحللين الذين عادة ما يتطوعون لتبرئة المجرمين بالقدح في مداركم العقلية ووصفهم بالمختلين فـ (75) صفحة مكتوبة بعناية ودقة دليل على تمتعه بكامل مداركه العقلية.. واستشهاداته ومرجعياته و وتوقيعاته التي بصمها في كل أدواته تفضح البعد العقائدي الصليبي لجريمته وبالتالي لم تكن نزوة طائشة ولا مغامرة طارئة.
وأخطر شيء في القضية.. أن يقترن الحقد العقائدي بالجرأة المتهورة وتوفّر الوسيلة مما يجعل نتائجه مدمرة ومفزعة خاصة إذا جاءت نسخة ليست مكررة أو محيّنة لمثال سابق.. وفي التاريخ القريب والبعيد شواهد مقززة :
• الممارسة الفرعونية في تصفية الذكور من مواليد بني اسرائيل.. تحت عيون أمهاتهم.. من باب الاحتياط الاستراتيجي حتى لا ينازعونه السلطة.. وترك الإناث منهم.. والممارسة العكسية لها لبعض عرب الجاهلية في وأد الإناث من مواليدهم بدسّهنّ في التراب وترك الذكور.
• في غزوة أحد عندما أمرت السيدة “هند بنت عتبة” رضي الله عنها “(وهي لا تزال مشركة حينها) بعد اغتيال “غلامها وحشي ” لسيدنا حمزة ” بأن يبْقُر بطنه ويستخرج كبده لتلوكها أمام الجميع.. انتقاما وثأرا لأبيها المقتول في بدر وكان أحد جيَف القليب.. وهذا ما لم يعرفه العرب في حروبهم القبلية وثاراتهم الممتدة في الجاهلية… (والحمد لله فإن إسلامها يوم الفتح وصحبتها للرسول فيما بعد.. يجبّ هذا الصنيع.. رضي الله عنها)
• القنص الصهيوني المصور والمباشر للشهيد “محمد الدرة” وأبيه.. تحت عدسات كاميرات المراسلين الصحفيين والإعلاميين وتحت أنظار مشاهدي القنوات العالمية.
• المشهد الهوليودي الاستفزازي لإعدام الطيار الأردني الأسير حرقاً..  والذي أنجزه الدواعش ونُقل عالميا على المباشر..
• تصفية الخصم السياسي في مجزرة “رابعة” الرهيبة..
• وليس بعيدا منا.. جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” خنقا لروحه وتقطيعا لجسده وتذويبا وحرقا لجثته، في قنصلية بلاده وتحت إشراف قنصل وطنه.
• شواهد كلها مستفزة ومقززة إلى حد القرف.. وإن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بين الإمام مواطنًا.. والإمام خطيبًا

عبد القادر عبار للأسف، لا تزال صورة الإمام الخطيب.. عند كثير من الناس مظلومة، وحقوقه …

مناظرة غير متلفزة بين الملك ويوسف !

عبد القادر عبار 1. لان الشيء بالشيء يذكر على قول المثل.. ذكرتني المناظرات الرئاسية التلفزية …

اترك رد