السبت 2 أغسطس 2025

البلايك، ما قبلها وما بعدها …

بلقاسم النعيمي
التمييز بين مكونات الشعب الواحد هي ثقافة تونسية أصيلة زرعها إلاه “المقملين” بعد أن قضى على “العروشية” حسب زعمهم.
البلايك وما قبلها ثقافة شعب ارتكزت بالأساس على التباين بين التحضر والهمجية بين أولاد البلاد “البلدية” والي “جايين من الهيه”.
البلدية أو امالي الدار هم في الأصل قدماء “الي جايين من الهيه” أو نسل الأتراك والإسبان وخدمهم.
هذا التمييز بين مكونات الشعب الواحد زاد في حدته وتعميقه منوال التنمية والإستثمار الذي أعطى الأولوية المطلقة والقصوى للمدن الساحلية على حساب مدن داخل البلاد وعليه فقد انتصبت معامل التحوبل والتكرير (رغم أن الإنتاج يأتي من داخل البلاد)، كما انتشرت الجامعات والكليات والمعاهد العليا بالمدن الساحلية وغيابها التام في المدن الداخلية و كنتيجة حتمية لهذا الميز التنموي المجحف أصبحت مدن تاريخية عريقة أثرا بعد عين (الكاف، باجة، قفصة، سبيطلة، توزر…) على سبيل الذكر لا الحصر جل معظم الزراعات الكبرى (قمح، شعير، فارينة…) ترتكز بولايات الشمال الغربي (باجة، جندوبة والكاف…) في حين أول طاحونة وأول معمل للعجين الغذائي يركز بالعاصمة (160 كم).
مساحات كبرى في الشمال الغربي تزرع من الطماطم والفلفل أين يوجد معمل ونصف للتحويل الغذائي في حين أنه في قليبية من ولاية نابل (مساحتها أصغر من أصغر معتمدية في الشمال الغربي) تركز عشرات معامل التحويل الغذائي.
ولاية المنستير (مساحتها الجغرافية أقل من أكبر معتمديات الشمال الغربي) تركز بها منذ نظام المقبور جل الكليات والمعاهد العليا بل أن بعض الإختصاصات لا توجد إلا بها (طب الأسنان والصيدلة والنسيج) وولايات الشمال الغربي (باجة، جندوبة، الكاف، سليانة) لم تعرف مؤسسات التعليم الجامعي إلا في سنة 2000.
إلى عهد غير بعيد (أتحدى من يستطيع تفنيد هذا) أول كلام يقوله شرطي تثبت من هوية (بطاقة تعريف تونسية) شخص ويجده غريبا عن المنطقة “آش تعمل هنا” وكأنه دخل منطقة عسكرية أو منطقة محرمة على أمثاله.
البلايك ثقافة تونسية بصناعة بشرية لخيارات إقتصادية وسياسية فاشلة كرست الكره والجهوية.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

“نا” حي وولدي يجرى فيه هكا

بلقاسم النعيمي كان يكره أباه أو هكذا يظن … فوالده كان يميز بينه وبين أُخته …

لن أقوم بالتلقيح وسأقاضي كل من يحاول تلقيح أبنائي في المدرسة

بلقاسم النعيمي بحكم المهنة ونظرا لحالة الذعر التي تسببت فيها البيانات الضبابية لوزارة الصحة حول …

اترك تعليق