إنتخابات المنعرج الأخير في الجزائر
منذر بوهدي
لا شك الْيَوْم أن المتابع للشارع الجزائري، بلد المليون ونصف شهيد وملحمة تأميم الثروات البترولية والغاز الأعظم في التاريخ المعاصر وغيرها من الخصوصيات التي لا يمتلكها اَي من شعوبنا العربية من المغرب إلى البحرين، يدرك بوضوح أن رياح التغيير قادمة وقد دقت ساعة الخروج إلى مرحلة أخرى يصقل من خلالها مسار جديد نضج وانتهى يطفو بسلاسة إلى السطح.
نعم لقد كانت العشرية السوداء في تسعينات القرن الماضي وانتخابات الشؤم التي انقلبت إلى ملاحم اغتيالات وتصفيات ودماء والتي خلفت مئات الآلاف من الضحايا من كل الفئات والجهات، تخيم دائما على الفاعلين الحقيقيين في المشهد من خلف جدار بوتفليقة ومعاصريه والذي اهترأت صلابته وتداعى إلى السقوط المدوي وثمة ولادة أخرى تستعد للوراثة والمرور إلى السرعة القصوى في أكبر وأعظم دولة في القارة الأفريقية
هذا العملاق الجزائري يستعد إلى الخروج من مرحلة دقيقة ومركبة يلتقي فيها متدخلون كثر داخليين وخارجيين تتعارض مصالحهم حد التضارب والتناقض وفِي مناخ جيوسياسي معقد وخطير في المنطقة وفِي العالم أيضا.
لا شك أن الجميع مدرك للمخاطر المحدقة بالشقيقة الكبرى ولا مجال للمخاتلة والمهادنة وعلى الجميع استحضار المليون ونصف شهيد وانتصارات الجزائر في كل مراحل الصراع مع المستعمر قبل وبعد الاستقلال خاصة وأن الأشقاء الجزائريين يتجهون الْيَوْم إلى بناء آخر تتضح ملامحه تحت صيحات الشارع الرافض لترشيح بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية وبين واقعية وحقيقة وطبيعة الصراع القائم على السلطة.