عادل بن عبد الله
إنّ يسارا لا يعترف بيساريته ولا يستبقي من فلسفته إلا معاداة الدين بعد أن ارتد عن الجوهر الاقتصادي للصراع (هل سمعتم قياديا يساريا واحدا يذكر إسم ماركس أو لينين أو ستالين في أي وسيلة إعلامية، وهل رأيتم قياديا “يساريا” يذكر إسم الله ويصلي على رسوله خارج الحملات الإنتخابية ؟)،
إنّ يسارا لا يعرف لاهوت التحرير ولا يعرّف به بين المنتسبين إليه قبل غيرهم، لا يمكن إلا أن يكون يسار “قطاع طرق” لا قطاع طريق واحد:
- قطع طريق المعرفة (معرفة أدبيات لاهوت التحرير والمراجعات الماركسية الجذرية في السياقات الانغلوساكسونية وفي التيارات الفكرية مابعد الإستعمارية)،
- قطع طريق المواطنة (مواجهة السلفية الدينية بسلفية ماركسية لا تقل عنها دوغمائية واغترابا وبؤسا وخطرا على التعايش السلمي بين المواطنين)،
- قطع طريق مواجهة الإرتهان لإملاءات الرأسمال المعولم (بالتحالف مع البرجوازية اللاوطنية التي تمثل نواة المنظومة القديمة المرسكلة في نداء تونس)،
- قطع طريق تجاوز الصراعات الهووية والمنظورات الثقافوية (استصحاب منطق التناقض الرئيس والتناقض الثانوي الذي كان من أسباب تصحير الحقل السياسي وتدجينه بعد محرقة الإسلاميين في أوائل تسعينات القرن الماضي)،
- قطع طريق بناء أمن جمهوري (بإعطاء غطاء نقابي للبوليس السياسي الذي كان الذراع الأمنية للبوليس الأيديولوجي في لجان التفكير التجمعية-التقدمية)،
- قطع طريق بناء الجمهورية الثانية (بالإصرار على إدارة الصراع مع الإسلاميين بمفردات الصراع الوجودي، واستصحاب أنظمة التسمية التي أدار بن علي صراعه مع النهضة وغيرها من التعبيرات السياسية الاسلامية)…
إنهم حقاً قطاع طرق، فإذا كان التكفيريون قد جلسوا للناس على طريق الآخرة فلا هم مروا ولا هم تركوا من يمر، فإن “التقدميين” قد جلسوا للناس على طريق المواطنة فلا هم مروا ولا هم تركوا مَن يمر… قطاع طرق الدنيا والآخرة بعضهم أولياء بعض (أو لنقل إنهم الصورة المثلى للالتقاء الموضوعي بين الدوغمائيات يميناً ويسارا مهما تباينت أسبابها وغاياتها من إفشال الإنتقال الديمقراطي وترسيخ ثقافة المواطنة).
#يسارالكافيارأكبرعدوللمواطنة
#اليساروالوهابيةوجهانلبؤسواحد
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.