علي سلطان
العياشي الهمامي نموذجاً.. كم أحترم هذا الرجل..
إيماناً مني بحرية التعبير وحرية التنظم، وإيماناً مني كذلك بإحترام الرأي المخالف طالما يسعى طالبه إلى العمل وإلى الاجتهاد في إفادة البلاد والعباد… وإيمانٍ مني بإتباع الموضوعية منهجاً علمياً معتمداً لأي ظاهرة إجتماعية بعيداً عن كل تجييشٍ عاطفي. وبأنني كذلك لم انضم ولن انضم الأي حزبٍ، فإنه أرى لزاماً علي أن أبين التالي…
حقيقةً لم يعد الأمر يحتمل أكثر الجبهة الشعبية تعدت كل المنطق والأخلاق والأعراف… فمن البداهة في حياة الامم المستقرة ألا تطلق أي جهة داخل مجتمعها الإشاعات والتهم جزافاً. وإن قامت بذلك فالقضاء يتولى محاكمتها ألياً بتهمة إحداث البلبلة والفتن داخل مجتمعها. فالجبهة الشعبية في تونس اعتمدت أسلوب فكري إرهابي، قمعي، أسلوب تسلطي على عقول الناس من خلال إصدار مقولات تتناقض مع مدلولات الحياة البشرية، والغريب أنهم يصنفون كلامهم في خانة الحقائق المطلقة. فالمواطن التونسي الذي رفع شعار الكرامة في ثورة تونس لا يهمه الحقد الاديولوجي الذي يحمله حمى الهمامي وجماعته على القيم والأخلاق فهذا شأنه، لكن ممنوع عليه أن ينفث أمراضه على عقول الناس. فهذا المرض المزمن الذي تحمله الجبهة في جيناتها هو إرهاب فكري متواصل والتصدي له أمرٌ ضروري… ما يهم المواطن التونسي مشروعٌ علمي، تنموي… مشروع يبني ولا يهدم، يصحح الأخطاء ولا يعمق جراحات الماضي، يعطي معنى للحياة بحكمةٍ في ضل وضع إقليمي وعالمي تمارس فيه الجرائم الفكرية كما المادية. تسعى من ورائه الليبرالية الأمريكية ومن ورائها إلى ابتلاعنا نهائياً… فأين الجبهة من كل هذا؟…
كتبت سابقا وقلت إن منظمة حشاد كانت ملجأ لكل مظلوم فحولوها إلى كل متسكعٍ عربيدٍ وكل حاقد على كل من يخالفه الرأي لا أكثر. فمنذ فترة الحبيب عاشور بدأ تواجد قلةٌ منحرفة من اليسار الإستئصالي، لا وزن لهم إجتماعياً، ولا قيمة لهم فكرياً، أصبح الاتحاد العام التونسي للشغل بعدها يؤتمر بأوامرهم لتنساق بعدها المنظمة للتنسيق الكامل مع النكبة النوفمبرية خفيةً كخفافيش الظلام يحيكون الدسائس وينتحلون الكذب ضد كل شرفاء الأمة والوطنيين الأحرار، يبثون الخراب في كل موقع ويزرعون الفتنة أينما حلوا، يساندون الاستبداد داخل الوطن العربي بكل وقاحة، ويتظاهرون بالثورية داخل أوطان سايكس بيكو… انها حياةٌ تعيسةٌ لهؤلاء مغموسون حتى النخاع في الرداءة ويسوقونها على أنها الحداثة… والمتمعن في خطابهم يقف على مقدار الفتنة التي دأبوا على بثها متسترين بعباءة الاتحاد لانعدام وجودهم في المجتمع… وبناء على هذا كله يكون واجب وطني، وعيني وأخلاقي وقانوني أن ترفع في وجوههم قضايا للمحاكم على كل قول أو كلمة زورا أو كذباً أو محاكمة نوايا. أما السكوت أكثر على تصرفاتهم سيقود البلاد حتماً إلى الخراب… فهذه الأقلية المارقة لا تفقه شيئاً ولا تؤمن بالديمقراطية أصلاً… منطق الحياة يقتضي أن تحترم الأقلية الأغلبية، وعلى الأغلبية أن تحترمهم طالما احتفظوا بأفكارهم لأنفسهم…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.