تدوينات عربية

إختراق الفرنسية لشمال إفريقيا

أحمد القاري

لم تنجح الفرنسية في تحقيق أي اختراق في محيط فرنسا الجغرافي المباشر خارج المجتمعات الناطقة بالفرنسية أصلا.
بمجرد عبور الحدود الفرنسية من مدينة ليل شمالا ودخول بلجيكا نلاحظ اختفاء الفرنسية بشكل مطلق. 

في كورترايك، وهي مدينة بلجيكية على بعد كلمترات من الحدود الفرنسية تسليت لساعات بالبحث عن كلمة فرنسية واحدة ولم يؤت مجهودي أي ثمرة.
وعند العبور من ستراسبورغ إلى المدينة الألمانية الملاصقة لها تكون كمن عبر جدارا لغويا فاصلا. يتم الانتقال من سيطرة الفرنسية على المجال العام والإشارات والإعلانات والتواصل إلى سيطرة تامة للألمانية.
وكذلك الحال حين تعبر مشيا من سان لويس الفرنسية إلى بازل السويسرية، وهما صارتا مثل مدينة واحدة لاتصال البناء ووسائل النقل بينهما. تنتقل من الفرنسية إلى الألمانية كأن خطا لغويا صارما رسم مكان خط الحدود المختفي.

وقس على ذلك الحدود الفرنسية الإيطالية والحدود بين فرنسا وإسبانيا. باستثناء إقليم سويسرا الفرنسي وإقليم بلجيكا الفرنسي.
كل مجتمع من المجتمعات المجاورة لفرنسا، من غير الناطقين بالفرنسية، يتعامل مع الفرنسية باعتبارها لغة أجنبية لا أكثر. لا ميزة لديها ولا إغراء.
لا أحد منهم يرهق أطفاله بعناء تعلم الفرنسية وإتقانها إلا في حدود اعتبارها مادة ثانوية تكميلية.
والفلاميون على الخصوص لا يترددون في التعبير عن حرصهم على أن لا يشكل تعلم الفرنسية تهديدا لهوية أبنائهم ولا لفرصهم في إتقان لغتهم الأم.
لقد ترك إنجاز الاختراق الفرنسي لشمال إفريقيا. حيث يحاول كثيرون التفرنس وما هم بمدركيه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock