الثلاثاء 24 يونيو 2025
مبروك الحريزي
مبروك الحريزي

ماذا يخفي صراع آخر السنة ؟

مبروك الحريزي

نصف “السيستام” يسيطر على السلطة ونصفه الآخر يلعب دور المعارضة.
نصف المنظومة في الحكم بشق يمثل متفرعات النداء بقيادة الشاهد وشق يمثل النهضة كـ “حريف” جديد مؤطر تسلل إلى الدولة وتنتظر قوى السيستام الظرف المناسب خارجيا لدفعه الى الهامش من جديد.
النصف الثاني للمنظومة اصطف إلى جانب الرئيس وابنه وبقايا ندائه بإعلامه ورجال أعماله ومتنفذيه. وهو يختطف دور المعارضة ويصطنعه رغم أن له أعضاء في الحكومة ونافذين في مختلف المواقع.

أما المعارضة البرلمانية فهي قلة لم تتمكن بعد من صياغة قوة لطرح البدائل والتأثير بسبب بعد بعضها عن مشاغل الناس أو تذيلها لأحد شقوق السيستام أو أذرعه في بعض التنظيمات النقابية. وبسبب قصور هيكلي في تطور المجتمع التونسي ودرجه انخراطه في الشأن السياسي وغلبة فئة “الله ينصر من صبح”.
ويتجلى ذلك في انتقال الميول السياسي من حزب إلى حزب ومن شخصية إلى أخرى (في الحكم أو في المعارضة) حسب الانفعال العاطفي والميول العام المصنوع بسبر الآراء والتكتيك الإعلامي بالتزوير والتضليل والإفتراء والتغطية على بعض الأشخاص أو التقليل من شأنهم أو حتى تحقيرهم مقابل صنع رموز من وهم.

من سيخرج إلى الشارع؟
المتضررون من فئات مختلفة لكن سيتخللهم ممثلو السيستام مدعو المعارضة ليحرقوا ما يشاؤون ثم يتفاوضون باسم المحتجين على نصيبهم من السلطة.
من المتضرر؟
كالعادة، الطبقات المنكوبة وجهات مثل القصرين وبوزيد وقفصة.
ففيما يحج أصحاب “المشاريع السياسية إلى جهات في الساحل وقوى مالية بالعاصمة ويعدون بالمشاريع ويقررون تسبقات لذلك.
يبعثون بمشعلي الحرائق للجهات الأخرى أو يغرون شبابها بكثير من الحديث وكؤوس “ليموناضة” على هامش اللقاءات في النزل.

لذلك لا نساند الخروج إلى الشارع إلا في حالة وحيدة وهو وجود أجندة واضحة تتحمل مسؤوليتها مجموعة واضحة الوجوه والأهداف وهي مواجهة “السيستام” ووضع حد لتحكمه في الدولة وإصلاح الالتفاف الذي وقع منذ 15 جانفي 2011.

خلاف ذلك سيكون فصلا من الحرائق لإعادة ترتيب بيت “السيستام”.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق