ملاحظات حول الإنتفاض الإجتماعي بباريس
أعمق ما يميز المنتفضين في باريس هذه الأيام؛ ستراتهم الصفراء التي تُميّزهم عن غيرهم من غير المنخرطين في المعركة… إنهم بذلك يرسلون رسالة مباشرة إلى نظام الإغتيال الإقتصادي المسمى رأسمالية: نحن لسنا خائفين… نحن نتحمل مسؤوليتنا بوعي كامل… نحن نخوض معركة حق الوجود في مواجهة الإغتيال الإقتصادي…
والملفت للإنتباه أيضا أنهم يخوضون نضالاتهم وسط مناخات حق التنظم والإضراب والتظاهر… (عكس مجتمعات حيز اللاوجود حيث تنتظرها الإبادة والبراميل المتفجرة والتخوين والتشريد..).
كيف يطيح ضحايا رأس المال بقلاعها العاتية… سؤال أرّق فلاسفة الإشتباك وأرهق الشغيلة…
رأس المال في قلاع مراكزه التاريخية يقمع بالاغواء والترويض أكثر من العنف العاري…
يقول قائل:
لن نتحرر من قبضة رأس المال المعولم إلا بمعركة معولمة الساحات…
لكن هكذا مهمة جذرية تعرقلها شوفينية التمركز الغربي رأسماليين وعمالا !!!…
لذلك يظل الرهان الجذري على ثورات حيز اللاوجود حيث مواجهة النهب الاستعماري واستعمارية السلطة المحلية وكيلة كانت أم وطنجية…
•••
“لا شك أن «المشترك الجماعي» يبدو شيئاً جميلاً، وجيداً. لدرجة أن من سيعارضه سيبدو وكأنه يبحث عن المشاكل ويقوم بتفريق الصفوف. إن اليسار الأبيض الأوربي منغلق على ذاته وعلى نضالاته، ومستمر بدون مراجعة نقدية، وهذا خطر كبير يجعل النضال مثلاً ضد الأزمة المالية الحالية في صفوف المقموعين في حيّز الإنسانية يهدف فقط إلى استعادة مستوى الحياة الذي كان موجوداً قبل الأزمة، لأنه الآن أفقر مما كان عليه، لكن ماذا يحصل مع 80% من سكان العالم التي كانت تعيش أزمة طوال 500 عاماً مضوا؟ بالنسبة لهؤلاء، لم تبدأ الأزمة المالية عام 2008 بل منذ خمسة قرون، وحتى اليوم يعيشون مختلف أشكال العنف والطرد والاستيلاء والخصخصة وغيرها!
إذا كان النضال اليوم من أجل أن يسترد المُفقَرون مستوى حياتهم السابق على الأزمة في الشمال العالمي، فنحن لم نزل في «الديموقراطية الأثينية»، أي لم نزل في ذلك النظام الذي يعلي مصلحة أقلية على حساب الأكثرية البشرية، ولنتذكر أن الميزات التي تمتع بها العمّال في حيّز الوجود قبل السقوط الكبير كانت بسبب الاستغلال المنهجي للعمال في الجنوب العالمي.
(عالم الإجتماع الديكولونيالي Ramon Grosfoguel).
•••
1. إجبار المنتفضين الرئيس ماكرون على التراجع في الضرائب التي فرضها؛ ترسل لنا نحن المنتفضين بجنوب الأرض ثلاث رسائل:
• أرباب بنوك النهب العولمي الذين يفرضون علينا شريعة السوق المتوحش يتراجعون عن بعض بنودها هناك… لا شيء يمنع من الكفر بها هنا يا حكام(نا) الوكلاء.
• وحده النضال الإجتماعي ذي الجوهر الطبقي قادر على تركيع أرباب السوق المتوحش.
• كلما ارتخت قبضة أرباب السوق والنهب هناك؛ كلما تحررنا من قبضتهم هنا…
2. اقتحام فصائل هووية لميادين النضال الإجتماعي بباريس لتعفينها بمطالب ماضوية نكوصية (تنادي بإسقاط النظام الجمهوري والمطالبة بنظام ملكي) ليست خاصية عربية ساعة اقتحمت فصائل الرعب الداعشي المتوحش ميادين وساحات الشعب يريد إسقاط النظام الرسمي العربي؛ كما يهرف الشبيحة الفاشيون والعلمانجيون الساقطون.
3. الفرق بيننا وبينهم؛ أن منابر إعلامهم ستغص بالفلاسفة وعلماء الإجتماع وكبار الإعلاميين للحفر عميقا في فهم ما يجري… في حين غصت منابر(نا) بالمشعوذين والقوادين وأكاديميي المناشدة السفلة لشيطنة موجات المقاومة المواطنية ودمغها بالمؤامرة والربيع العبري والفوضى الخلاقة…
4. #الستراتالصفراء ليست عنوان #أمميةحمراء كما شُبِهَ لـ #تلاميذهمالسكولائيين هنا…
“يناضل أصحاب السترات الصفراء هناك من أجل أن يسترد المُفقَرون مستوى حياتهم السابق على الأزمة في الشمال العالمي، أما نحن فلم نزل في «الديموقراطية الأثينية»، أي لم نزل في ذلك النظام الذي يعلي مصلحة أقلية على حساب الأكثرية البشرية، ولنتذكر أن الميزات التي تمتع بها العمّال في حيّز الوجود قبل السقوط الكبير كانت بسبب الاستغلال المنهجي للعمال في الجنوب العالمي… على مناضلي شمال الأرض أن يفكروا ويدركوا شروط قمعهم الخاص بشكل مترابط مع بحث مسألة الامتيازات التاريخية التي يتمتعون بها هناك على حساب بقية سكان العالم المستباح في جنوب الأرض… بهكذا فقط سنقول إن معركتهم عمالية أممية…
أما نحن فلن نستهين بسبعطاش… خبرات محلية في النضال الإجتماعي السيادي المزدوج ضد استعمارية السلطة المحلية ومن من يكفلونها من أرباب النهب العولمي هناك…
#وعليه:
سنواصل معركة فرض وحراسة معركة البناء الديموقراطي في تونس… وسنواصل بشكل مترابط معركة النضال المواطني الإجتماعي السيادي لفرض خيار الإقتصاد الإجتماعي التضامني الضامن الوحيد للكرامة الوطنية والإجتماعية…
وسنكون بالمرصاد لـ #دواعشالسترات_الحمراء التي تخطط لها مخابرات القتلة الذين يغرقون بلدنا بقناطر الزطلة (تحية لأشاوس الديوانة التونسية).
#سبعطاش_هويتنا… #سبعطاش_معركتنا… معركة مواطنية طويلة الأمد أسلوبا…. وكل من سيرتدي سترة حمراء تمولها المافيا المحلية/ المعولمة سنحشوها في …