ما هي أهم وظائف الإعلام الأزلامي في عهد “الشقوق” ؟
بعد كل عملية إرهابية أو أزمة سياسية حادة أو تدهور كارثي للقدرة الشرائية، تتمثل الوظائف الأساسية للإعلام “الوهابي” -نسبة إلى عبد الوهاب عبد الله- (بخبرائه ومحلليه ونقابييه الأمنيين وقطّاع طرق المواطنة) فيما يلي :
1. تخفيف الضغط على نداء تونس ومنع مساءلته عن أدائه الكارثي سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وهو ما يستدعي بالضرورة شيطنة لمرحلة الترويكا (وكأن تاريخ تونس يبدأ منها أو كأن الثورة قامت ضد النهضة لا ضد صانع الصناديق والمرتزقة) كما يستدعي الأمر -حسب المنطق الأزلامي الذي يدعي محاربة الخطر الإسلامي- مزيدا من التطبيع مع المنظومة القديمة عبر السعي الدؤوب إلى تبييض رموزها والتحسر على “منطقها” والدعوة إلى الوحدة الوطنية لمحاربة الإرهاب لكن مع إقصاء الإسلاميين واستهدافهم بدون أي تمييز.
2. تقليص حظوظ النهضة من الإستفادة من إشقاقات النداء على المدى القريب (تقليص حظوظها في المزيد من الحقائب بعد التحويرات الوزارية بطريقة مطابقة لوزنها الإنتخابي) والمدى المتوسط (تقليص حظوظها في الإنتخابات البلدية ومنع أي تفكير في قوائم مشتركة بينها وبين النداء) والمدى البعيد (تقليص حظوظ مرشحيها في الإنتخابات التشريعية والرئاسية، تلك الإستحقاقات الإنتخابية التي يتحكم فيها عزرائيل أساسا ومن بعده الإستثمار السياسي في الخطر الإرهابي الحقيقي أو المتخيل).
3. تزييف الوعي وتوجيه الرأي العام إلى مشاكل هامشية يتم تضخيمها وتحديد حلولها مسبقا. وهي حلول تخدم بالضرورة استراتيجيات إعادة التوازن للمنظومة المالية-الجهوية-الأمنية الحاكمة منذ الإستقلال الصوري عن فرنسا. ويحتاج ذاك حسب المنطق الأزلامي-الوهابي إلى العمل على واجهتين في الوقت نفسه: ترذيل الثورة والإنقلاب على استحققاتها الأساسية، وشيطنة مرحلة الترويكا وخاصة شيطنة الإسلاميين وكل من يقبل بالتحالف معهم من جهة أولى، أو حتى يعلن -من جهة ثانية- تمايزه الجذري عن ورثة التجمع وشبكاته الزبونية-الجهوية وينتقد أداء النهضة سياسيا دون أي خلفية إستئصالية بوليسية.