الإضراب العام ثم القبول بالفتات !
إلى سنين قليلة كانت هذه العبارة كفيلة بزلزلة التونسيين من القمة إلى القاعدة وبتغيير سياسات وسقوط حكومات وبإرباك مسار حركة التاريخ.
اليوم يتم تنفيذ إضراب عامّ، فتمضي الحياة بوتيرتها العادية ولا يشعر المواطن العادي بأي تغيير في نمط حياته، وبذلك يكون الإتحاد قد فقد ورقة ضغطه الأمضى، وعصاه الغليظة التي كان يرعب بها السلطة في كل مرة، وهو نفس ما حصل مع نقابة الثانوي عندما لجأ اليعقوبي وجماعته إلى الإضراب المفتوح فسقطت عنهم ورقة التوت ولم يعودوا يملكون في أيديهم أي ورقة ضغط يفاوضون بها، إنها عقلية اليسار المتطرف الذي لا يعرف كيف يكون براغماتيا وعقلانيا، ولا يعرف سياسة المراحل ولا يعرف كيف يتنازل ولا كيف ينحني للريح ولا كيف يغير تكتيكه في الوقت المناسب، بل يتمسك بالحلول القصوى بقطع النّظر عن الواقع وموازين القوى وضرورات المرحلة، وتكون النتيجة إهدار تضحيات القواعد ومن ثمة القبول بالفتات والدوران في حلقة مفرغة.
ماذا بيد الإتحاد من وسائل ضغط بعد الإضراب العام ؟
لم يعد بيده إلا القبول بما يعرض عليه، مع محاولة فلسفته ليبدو مكسبا تحصل عليه نتيجة الإضراب العام.
ولكن الشعب لم يعد غبيّا.