منشورات

نقد العقل الأصولي

سامي براهم

دراسة تحليليّة لأصول الفقة عند المعتزلة

سنة النشر : 2013

منشورات كارم الشريف

دراسة تحليليّة نقدية لإحدى مقاربات التأويلية العربية الوسيطة، التّأويليّة الأصوليّة تحديدا. وقد تبيّن لنا بعد هذا الشّوط من البحث أنّ النّظر في التّأويل ليس في حقيقة الأمر سوى إعادة اكتشاف للذّات المُؤَوِّلَة لأنّ النّصوص الدّينيّة لا تقول الأشياء على حقيقتها إنّما تحيل عليها بالإشارة أوالرّمز أوالمجاز أوعن طريق الإجمال والعموم والاشتراك والتّخييل. وتنحصر وظيفة المؤوّل في إخراج الدّلالة من حيّز الخفاء إلى حيّز التّجلّي وفق معايير تشكّل نظريّة البيان الأصوليّ وتطبعها بملابسات الواقع. إنّها الذات المُفكرة الفرديّة والجماعيّة بكل أبعادها الثقافيّة هي التي تصعّد مشاغلها إلى النصّ وتستقي منه ما يلائم حاجاتها العمرانية «الاجتماعية والسّياسيّة والاقتصادية والعقديّة…»، ثم تدّعي أن ذلك التأويل مطابق للنصّ أو هو مقصوده. بينما التأويل كما نتصوّر ليس إلا مرآة عاكسة لمشاغل الذّات المؤوّلة وأفقها المعرفي الإبستملوجي وأوضاعها السّياسية والأنطربولوجية وخاّصة لمصالح الأطراف المتنفذة.
وبهذا المعنى فإن إعادة قراءة المنظومة الأصوليّة هو حفر في الذّات التي اشتغلت على الأصول لإنطاق المسكوت عنه وإبراز العلاقة الجدليّة بين الفكر والواقع والشّروط الموضوعيّة التي أنتجت الفكر.
إنّ الدعوة إلى التفكير الجدّي في إعادة تأسيس علمي الكلام والأصول لا يجب أن تصدر وفق ما نتصوّر عن نزعة إحيائيّة وثوقيّة تماميّة، بل هي دعوة لفتح أبواب النظر على إمكانات تأويليّة وانتظارات إبستيمولوجيّة تنزل الإنسان في فلسفة العقيدة والشريعة منزلته اللاّئقة به وتعيد إليه إنسانيته وفرديّته اللتيْن ضحّت بهما المنظومة التأويليّة القديمة لحساب حاجات الجماعة أو بالأحرى مصالح الفئات المتنفّذة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock