إستقالات حراك تونس الإرادة السقوط شكلا ومضمونا
من حيث الشكل
يعلم المتابع للمشهد السياسي أن كل من السيدين طارق الكحلاوي وعدنان منصر وعدد من الأعضاء المستقيلين فقدا تحكمهم الفعلي من خلال مؤسسات الحزب المنتخبة منذ أن انهزموا ديمقراطيا في مؤتمر حراك تونس الإرادة وتم إسعافهم بتدخل من الدكتور المرزوقي “الغير ديمقراطي والمتسلط” وفق ما ورد في بيان استقالتهم الجماعي وعينهم ليرد لهم اعتبارهم ومكانتهم في مؤسسات الحزب ويذكر أنهم لم يقع إنتخابهم حتى في الهيئة السياسية للحزب وقتها ويعتبرون مغادرين للحزب منذ تلك الهزيمة وظلوا يعدون العدة لإتمام سيناريو الإستقالة.
من حيث المضمون
أولا: من أسباب الإستقالة أن الدكتور المرزوقي يغازل حركة النهضة ولا يعارضها بنزاهة حتى تسانده في الإنتخابات الرئاسية المقبلة وهذا إن صح فهو عادي كل منافس يعد العدة التي يراها مناسبة لخوض المغامرة ولكن على المستوى التوجه المرزوقي يعتبر وسط يسار وعدنان منصر ترشح مع عبد الفتاح مورو ويزايد عليه في الإنفتاح خارج دوائر حركة النهضة التي ينحاز إليها.
ثانيا: ورد أيضا أن هناك عدم رغبة من طرف قيادة حراك تونس الإرادة في بناء الحزب بغاية التركيز على الإستحقاق الرئاسي الذي يريده الدكتور المنصف المرزوقي حصريا كدور للحزب والحال أن المستقيلين كانوا يمثلون القيادة وتنقلوا إلى كل الجهات وأشرفوا على إنتخابات المكاتب المحلية والجهوية ولكنهم انهزموا ديمقراطيا في مؤتمر حراك تونس الإرادة ولم يستطيعوا أن يفوزوا بمناصب قيادية ديمقراطيا وقد روج آنذاك أنه كان ذلك بمثابة عقاب للقيادات التي انتقلت من المؤتمر من أجل الجمهورية وعلى رأسهم عدنان وطارق من طرف أبناء الحراك على تماديكم في محاولات تبييض فشلكم على حساب التجربة الجديدة وتم الالتجاء للشخص الواحد في الحزب وهو الدكتور المرزوقي ليتكرم عليهم بمخرج يحفظ ماء الوجه والذي يتنكرون اليوم له ويعتبرونه متسلط وغير ديمقراطي…
ثالثا: هل أصبح المرزوقي ومشروعه الرئاسي مسؤول على الركود في الحزب والحال أن عدنان منصر كان أمينا عاما للحزب وطارق الحكلاوي كان عضوا فاعلا في الهيئة السياسية من يتحمل مسؤولية الفشل التنظيمي الرئيس أو الجهاز التنفيذي الذي تسيره القيادة ويوجهون المرزوقي حسب ما يتم التخطيط له والأخطر اليوم هل الولاءات المزدوجة مع من ينتمي لمسار الثورة عموما أم مع رؤوس الثورة المضادة ومحور الإمارت ودحلان هو الجانب الذي يؤتمن سياسيا ؟
رابعا: بالنسبة لما أطلق عليه تقييم ونقد الذات الخاص بالمرزوقي والقيادة المتبقية في تونس الإرادة هذا ينطبق تماما على القيادات التي غادرت المؤتمر من أجل الجمهورية دون أي نقد ذاتي أو تقييم جدي للتحربة ورغم كل التحذيرات من تكرار الفشل تمادوا في نكران النقد والتقييم وبل انقضّوا مرة أخرى على مواقع القيادة في حراك تونس الإرادة لإعادة إنتاج الفشل الذي أعلنوا عنه عبر استقالاتهم المهينة لهم.
خامسا: هناك ما أطلق عليه انزياح هووي لحزب الإرادة فعن أي إنزياح هووي للحزب يمكن أن يتم الحديث عنه هل انتشر الحزب بالشكل الذي يجعله يأخذ شكلا هوويا يمكن أن يحسم الملاحظ في الشأن الحزبي في توجهاته لا بالطبع ! لم تكن المدة ولا التجربة قد أخذت الحجم والوقت الكافيين للحديث عن منحى هووي يمثل إنزياحا للحزب.
سادسا: بالنسبة لموقف الدكتور المرزوقي من النظام السياسي لم يكن بالمرة من منطلق تكريس نظام رئاسي ليستفيد منه في صورة إنتخابه بل من منطلق تجربته في السلطة وهو رأي محترم ولا يدخل في مجال الجدل المنحدر الذي وقع توجيهه من المستقيلين المنتحرين في حراك تونس الإرادة.
أما على المستوى السياسي فلا مكان لهؤلاء المستقيلين من القيادات في المشهد الحالي ولا يمكن موضوعيا إذا كانوا قد أعدوا العدة لإطلاق حزب جديد أن يكون لهم أي تواجد في الإنتخابات البرلمانية المقبلة ولا في التحالفات الحزبية الممكنة فلا التيار الذي أعلن أنه سيدخل التشريعية منفردا وهو أفضل دون وجودكم معه والبقية فهم ليسوا غافلين عما اقترفوه
فماذا سفاعلون ؟